«زراعة البحيرة» تبحث سُبل الاستفادة القصوى من المحاصيل العلفية وتدوير المخلفات

في إطار استكمال تنفيذ مهام مشروع (TACLIM) للتصدي لتغير المناخ من خلال التنمية المستدامة للثروة الحيوانية بمحافظة البحيرة.
استقبل اليوم الدكتور حسني عطية عزام وكيل وزارة الزراعة بالبحيرة، وفدًا من أعضاء المشروع لبحث الخطوة التالية المتعلقة بحصر المحاصيل العلفية بالمحافظة وكيفية تدوير المخلفات الزراعية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها.
وضم الوفد كلًّا من: الدكتور أحمد هاني، والدكتور خالد هلال، عضوي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمهندس أسامة حطبة عضو قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، وبحضور قيادات مديرية الزراعة بالبحيرة: المهندس محمود عبد المجيد هليل مدير عام الزراعة، والمهندسة عبير عبد المنعم هاشم مدير إدارة الإنتاج الحيواني، والمهندس أيمن عاشور مدير إدارة الإرشاد الزراعي، والمهندس عوض موسى مدير المكتب الفني لوكيل الوزارة.
تنوع واسع في المحاصيل العلفية
وأكد الدكتور حسني عطية عزام خلال اللقاء، أن محافظة البحيرة تُعد من المحافظات الرائدة في زراعة المحاصيل العلفية التي تمثل عنصرًا رئيسيًا في دعم الثروة الحيوانية، حيث تُزرع في الموسم الصيفي محاصيل، مثل: الذرة الصيفي، محاصيل العلف الأخضر، الخضر، وفول الصويا، بينما يُزرع شتاءً الفول البلدي، الشعير، والبرسيم الذي يُعد من أهم المحاصيل العلفية الشتوية.
وأشار عزام إلى أن هذا التنوع الكبير يُسهم بشكل فعال في سد احتياجات المربين من الأعلاف وتقليل الاعتماد على الأعلاف المستوردة، بما ينعكس بالإيجاب على استقرار الأسعار وزيادة الإنتاج الحيواني.
تدوير المخلفات الزراعية قيمة اقتصادية مضافة
ولفت وكيل الوزارة إلى أن محافظة البحيرة تنتج سنويًا كميات كبيرة من المخلفات الزراعية الناتجة عن المحاصيل المختلفة، مثل: قش الأرز، تبن القمح، مخلفات قصب السكر وبعض أشجار الفاكهة، وهي مخلفات يتم التعامل معها من قبل المربين حاليًا لتغذية الحيوانات، لكن المشروع يستهدف وضع آليات علمية لتدوير هذه المخلفات وتحويلها إلى أعلاف أو منتجات ذات قيمة غذائية عالية، بما يرفع كفاءة استخدام الموارد الزراعية ويحقق مردودًا اقتصاديًا أفضل للمربين.
توعية المربين وزيادة زراعة فول الصويا
وخلال الاجتماع، تم استعراض أفكار حول أهمية تكثيف حملات التوعية بين المربين لزيادة المساحات المزروعة بفول الصويا، نظرًا لأهميته كأحد المصادر الأساسية للبروتين النباتي المستخدم في صناعة الأعلاف، ما يُسهم في خفض تكاليف التغذية وتحقيق معدلات إنتاجية أفضل.
كما تمت مناقشة الاستعانة بأساتذة مراكز البحوث الزراعية لإعداد تراكيب علفية محسّنة تمتاز بقيمة غذائية مرتفعة مع مراعاة أن تكون منخفضة التكلفة، بما يُمكّن صغار المربين من الاعتماد عليها لتحقيق أفضل معدلات تحويل غذائي وتسمين.
نماذج الحظائر النموذجية بمبادرة «حياة كريمة»
وتطرّق اللقاء إلى بحث إنشاء نماذج للحظائر النموذجية الحديثة في مركز أبوحمص – الذي يُعد من مراكز مبادرة «حياة كريمة» – باعتباره يمتلك البنية التحتية والشروط اللازمة لتطبيق نظم التربية الحديثة.
وأوضح المشاركون أن هذه النماذج ستُستخدم كمرجع لتعميمها تدريجيًا في باقي مراكز المحافظة، بهدف مساعدة صغار المربين على تحسين أساليب التربية وتقليل معدلات النفوق، بما يُسهم في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة للثروة الحيوانية.
خطط مستقبلية وتعاون مثمر
وأكد أعضاء الوفد الزائر من منظمة الفاو وقطاع تنمية الثروة الحيوانية أهمية الاستمرار في التعاون المشترك مع مديرية الزراعة بالبحيرة، لوضع خطط تنفيذية قابلة للتطبيق ومتابعتها بشكل دوري، من أجل تعظيم الاستفادة من الموارد الزراعية وخفض الانبعاثات الناتجة عن المخلفات الزراعية في إطار التكيف مع التغيرات المناخية.
وفي ختام الاجتماع، شدد الدكتور حسني عطية عزام على أهمية استمرار عقد اللقاءات الدورية لتقييم الخطوات المنفذة واستعراض نتائجها على أرض الواقع، مع تكثيف برامج الإرشاد الزراعي والتدريب الميداني لصغار المربين والمزارعين، لضمان وصول فوائد المشروع إلى أكبر شريحة ممكنة.