مازن الغرباوي يشارك في جلسة بمهرجان أفينيون أوف للمسرح بفرنسا

شارك الفنان والمخرج مازن الغرباوي، مؤسس ورئيس مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، كمتحدث رئيسي في جلسة رفيعة المستوى والتي عُقدت  ضمن فعاليات مهرجان أفينيون أوف بفرنسا.

اعتُبرت هذه المشاركة حدثاً استراتيجياً مهماً سلّط الضوء على دور  مؤسسة Sitfy - مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي و المؤسسات الثقافية المصرية، في الحوار العالمي حول مستقبل صناعة المسرح والمهرجانات في ظل الأزمات العالمية.

ركّزت الجلسة على موضوع محوري وحيوي تعلّق بدور المهرجانات الدولية للمسرح في عصور الأزمات ، حيث جمعت قادة وممثلي المهرجانات والأسواق المسرحية الدولية من مناطق متنوعة لمناقشة كيفية عملها كمنصات للتبادل الثقافي والتضامن الفني ومرونة المجتمع في مواجهة التحديات العالمية والإقليمية  والمحلية. واكتسب هذا الموضوع أهمية خاصة في السياق العالمي الحالي الذي شهد تحديات متعددة تطلّبت تضافر الجهود الثقافية والفنية ودراسة الآفاق الخاصة بمحددات الدعم بإختلاف الدول وأشكال و أحجام المهرجانات في المشهد العالمي.

شارك الغرباوي، في هذه الجلسة المرموقة إلى جانب نخبة من أبرز رؤساء المهرجانات المسرحية العالمية، علي رأسهم الفنان هارولد ديفيد رئيس مهرجان أفنيو off الذي أدار الجلسة الحوارية وبمشاركة الدكتورة  هيثر كورال مديرة مهرجان أدليد فرينج بأستراليا ، وإلينور رودين من مهرجان إدنبره الدولي للمسرح بإسكتلندا والمخرج ساشا وديسكي مدير مهرجان البرازيل الدولي للمسرح ، بالإضافة إلي شارلوت آليت المستشار الثقافي بالمركز الثقافي الفرنسي في لبنان والسيدة فاني رونالد المستشار الثقافي بالمركز الثقافي الفرنسي في تونس.

وقال المخرج مازن الغرباوي، بهذه المناسبة: "مثّلتُ من خلال هذه الجلسة صوت المسرح المصري و العربي، وقدّمتُ تجربة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي كنموذج واقعي لدور المهرجانات في دعم الشباب وبناء جسور التواصل الثقافي  مع سرد تجربة المهرجان كواحد من النموذج القوية التي نشأت وترعرعت كرد حي علي الأزمات.

وأضاف : " لا ننسى ان انطلاقة المهرجان كان ردا علي حادثة الطائرة الروسية بمدينة شرم الشيخ، كما سرد تجربة اقامة المهرجان في دورته الخامسة  أثناء الكورونا بلقاء حي بمشاركة 15 دولة في نوفمبر 2020، ولاشك أن هذه اللقاءات رسّخت أهمية تواجدنا في صناعة الحوار الثقافي العالمي واعتمدت الجلسة على منهجية تفاعلية متطورة تضمنت دراسات حالة وحواراً مباشراً، حيث استكشف المشاركون كيفية استجابة المهرجانات للتحديات المحلية والعالمية، ودعم الفنانين الناشئين، وبناء جماهير شاملة، وتعزيز الشبكات الدولية المستدامة في المشهد الثقافي المعقّد. وأتاحت هذه المنهجية للمشاركين تبادل الخبرات العملية والحلول المبتكرة التي طوّروها في مؤسساتهم المختلفة.

اعتُبر الغرباوي، الممثل الوحيد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هذه الجلسة الرفيعة المستوى، ممّا سلّط الضوء على الدور المتنامي للمسرح المصري والعربي والأفريقي في الساحة الدولية، والاعتراف الدولي بخبرته المتميزة في مجال إدارة وتطوير المهرجانات المسرحية العالميةؤ ووضع هذا التمثيل الحصري على عاتقه مسؤولية نقل صوت المنطقة العربية وتجاربها الثقافية المتميزة إلى المحفل الدولي.

 وأتاحت المشاركة للغرباوي، فرصة ذهبية لعرض تجربة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي كنموذج ناجح للمهرجانات التي عملت كمنصات للشباب في مصر والعالم، وسلّط الضوء على الأساليب المبتكرة التي اعتمدها المهرجان في دعم المواهب الشابة وبناء جسور التواصل الثقافي عبر الحدود. كما استعرض النجاحات التي حققها المهرجان في خلق بيئة إبداعية محفّزة للشباب من مختلف أنحاء العالم.

ناقشت الجلسة موضوعات حيوية ومعاصرة مثل بناء الجماهير الشاملة وتعزيز الشبكات الدولية المستدامة، وهي مجالات امتلك فيها الغرباوي خبرة عملية واسعة من خلال عمله في تطوير مهرجان شرم الشيخ ليصبح منصة دولية للتبادل الثقافي والفني بين الشباب من مختلف أنحاء العالم. وأثرت هذه الخبرة العملية النقاش وقدّمت رؤى قيمة للمشاركين الآخرين مع تسليط الضوء علي أهمية تواجد المهرجان في سيناء وتحديدا بمدينة السلام شرم الشيخ.

مع التأكيد علي أهمية امتداد فعاليات المهرجان في دول أخري كنوع من التواجد الثقافي المصري في عصر الدبلوماسية الثقافية.

وفّرت الجلسة بيئة استثنائية للتشبيك المهني مع أبرز قادة المهرجانات المسرحية في العالم، ممّا فتح أمام الغرباوي ومهرجان شرم الشيخ فرصاً جديدة للتعاون والشراكة مع مؤسسات مسرحية عالمية مرموقة، وأتاح إمكانية تطوير مشاريع مشتركة خدمت أهداف التبادل الثقافي والفني. وساهمت هذه الشراكات المحتملة في تطوير برامج تبادل الخبرات والعروض المسرحية بين المهرجانات المختلفة.

كما أسهمت هذه المشاركة في تعزيز المكانة الدولية لمصر في مجال المهرجانات المسرحية، وأكّدت على قدرة المؤسسات الثقافية المصرية على المساهمة بفعالية في الحوار العالمي حول مستقبل الفنون الأدائية، كما فتحت آفاقاً جديدة لوضع مصر على خريطة الوجهات الثقافية المهمة للمهرجانات والفعاليات المسرحية الدولية. وانعكس هذا التأثير الإيجابي على مكانة المسرح المصري والعربي في المحافل الدولية وساهم في جذب المزيد من الاهتمام الدولي بالتجارب الثقافية كما ثمن دعم مؤسسات الدولة المصرية لاستمرار هذا الحدث سنويا وعلي رأسهم وزارة الثقافة المصرية  وأشار أن مدينة السلام شرم الشيخ أصبحت واحدة من المدن السياحية الجاذبة للاستثمار الثقافي والفني خاصة في ظل دعم وزارة السياحة المصرية ومحافظة جنوب سيناء.

جدير بالذكر أن مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي أقيمت دورته التاسعة في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر الماضي وكانت دورته تحمل اسم المخرج الكبير الراحل جلال الشرقاوي ، وتدير المهرجان الدكتورة إنجي البستاوي ، ورئيس اللجنة العليا للمهرجان المنتج هشام سليمان ، ويرأس المهرجان شرفيا سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، ويقام تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو ، وسيادة اللواء الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء وبدعم من وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة.