رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

لاشين: الانتساب لآل البيت لا ينفع صاحبه إن قصّر في حق الله

بوابة الوفد الإلكترونية

أكد الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء، أن بعض الناس يهرعون لاستخراج شهادات تثبت نسبهم إلى آل البيت، ويظنون أن هذا النسب وحده كافٍ لرفعتهم عند الله، متسائلًا: "هل يفيد ذلك شيئًا إن كان صاحبه مقصرًا في علاقته مع الله؟"

وأوضح الدكتور لاشين في فتوى له أن الوزن الحقيقي عند الله يكون بالأعمال لا بالأنساب، مستدلًا بقول الله تعالى:﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: 8]، وبما رُوي عن النبي ﷺ:"لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى".

الإسلام كرّم النسب لكنه لم يجعله معيارًا للنجاة

وأشار الدكتور لاشين إلى أن النسب رابطة شرعية تربط بين الأب وولده، وتترتب عليها أحكام عدة مثل الإرث، والمحارم، والولاية، والنفقة، وتحمل الدية في حال القتل الخطأ، مشددًا على أن الإسلام حمى النسب من العبث والتزوير.

وأضاف أن الشريعة الإسلامية شددت في النهي عن الانتساب لغير الأب، أو الادعاء الكاذب للنسب إلى قبيلة أو بيت شرف لا ينتمي إليه الشخص في الحقيقة، مستدلًا بحديث النبي ﷺ:"من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم، فالجنة عليه حرام" (رواه البخاري ومسلم)، وفي حديث آخر:"من ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار".

النسب لا يشفع لصاحبه إن فرّط في دينه

وفيما يخص المسارعين لاستخراج شهادات الانتساب إلى الأشراف، أكد الدكتور لاشين أن الإسلام لا يُعلي من شأن الأنساب دون عمل، مستشهدا بمواقف قرآنية مثل مصير ابن نوح الذي هلك رغم كونه ابن نبي، ووالد سيدنا إبراهيم الذي لم تنفعه أبوّته لنبي، فقال الله عنه:﴿فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ﴾ [التوبة: 114].

كما ختم الفتوى ببيت من الشعر جاء فيه:كن ابن من شئتَ واكتسبْ أدبًا يُغنيكَ محمودُه عن النسبِ

وأكد أن العبرة ليست بمن كان أبوه، بل بمن هو الإنسان في نفسه، فقال:ليس الفتى من يقول كان أبي
إن الفتى من قال: ها أنا ذا.

الدكتور عطية لاشين وجه رسالة واضحة للمجتمع بأن الكرامة في الإسلام تُكتسب بالتقوى والطاعة والعمل الصالح، لا بالأصل ولا بالنسب، مؤكدًا أن شرف الانتماء الحقيقي هو في اتباع نهج النبي ﷺ لا مجرد الانتساب إليه.