دراسة تكشف فوائد عنصر بسيط في غذائنا اليومي وكيف يحمي من الخرف؟

الخرف .. في تطور علمي واعد، كشفت دراسة حديثة أن النحاس، وهو معدن موجود بكثرة في أغذية شائعة ورخيصة مثل البطاطس، قد يكون له دور مهم في الوقاية من الخرف وتحسين الوظائف المعرفية، لا سيما بين كبار السن أو أولئك الذين لديهم تاريخ مرضي من السكتة الدماغية.
عنصر حيوي لصحة الدماغ:
وفقًا لما توصل إليه باحثون من المستشفى الرابع بجامعة خبي الطبية في الصين، فإن تناول ما يعادل 1.22 ملغ من النحاس يوميًا – وهي كمية يمكن الحصول عليها من حبتين متوسطتي الحجم من البطاطس – يعزز من كفاءة الدماغ ويقلل من احتمالات الإصابة بالاضطرابات المعرفية. ويعزو العلماء ذلك إلى قدرة النحاس على تحفيز إطلاق الحديد، ما يعزز نقل الأكسجين في الجسم، ويحمي أنسجة المخ من التدهور.
نتائج مدعومة ببيانات طويلة الأمد:
واعتمدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Scientific Reports، على بيانات من المسح الوطني للصحة والتغذية في الولايات المتحدة، وشملت 2420 مشاركًا بالغًا.
وتابع الباحثون هؤلاء الأفراد على مدار أربع سنوات، مع تحليل دقيق لتناولهم الغذائي ومستوى الأداء الإدراكي لديهم، خصوصًا لدى من لديهم سجل سابق من السكتات الدماغية.
وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين تناولوا كميات أعلى من النحاس سجلوا معدلات أفضل في اختبارات الذاكرة والتفكير، حتى بعد احتساب تأثيرات عوامل مثل العمر والجنس ونمط الحياة.
وقال الباحثون إن العلاقة بين النحاس والدماغ قد تكون ناتجة عن تأثيره على عملية التمثيل الغذائي للطاقة وانتقال الإشارات العصبية.
مصادر النحاس الطبيعية في متناول الجميع:
النحاس لا يوجد فقط في البطاطس، بل أيضًا في مجموعة واسعة من الأطعمة مثل المحار، والمكسرات، والحبوب الكاملة، والشوكولاتة الداكنة، والبقوليات، والخضراوات الورقية الداكنة والفواكه المجففة، وكلها مكونات يمكن دمجها بسهولة في النظام الغذائي اليومي بتكلفة منخفضة لا تتجاوز 24 بنسًا.
تحذير من الجرعة الزائدة:
ورغم التفاؤل بنتائج الدراسة، شدد الباحثون على أن الإفراط في تناول النحاس قد يكون له تأثيرات سامة على الجسم.
ومن المهم الالتزام بالجرعة الموصى بها من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وهي 1.2 ملغ يوميًا للبالغين بين سن 19 و64 عامًا.
أمل جديد في مكافحة الخرف:
في ظل الارتفاع المطرد في حالات الخرف، والتي يُتوقع أن تصل إلى 1.7 مليون حالة في بريطانيا خلال عقدين، تشكل هذه النتائج بارقة أمل.
ويأمل الخبراء أن تفتح هذه الدراسة الباب لمزيد من الأبحاث حول التأثيرات الغذائية على صحة الدماغ، وتمهد لسياسات وقائية تعتمد على تحسين النمط الغذائي، بدلًا من الاكتفاء بالعلاج بعد ظهور الأعراض.