رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

جوانتانامو غزة .. مصر ترفض معتقل أمريكا الجديد لتهجير الفلسطينيين

بوابة الوفد الإلكترونية

رفضت مصر رفضا قاطعا لكل المخططات الشيطانية لطرد الشعب الفلسطينى من أرضه، وتقود مصر جهودا شاقا مع الوسطاء الدوليين لوقف هذا الجنون الصهيونى فى قطاع غزة عبر التهجير وآخرها ما يسمى المدينة الانسانية وهو ما يفضح الوساطة الأمريكية الكاذبة لوقف الإبادة فى القطاع.
الشهر الماضى روج مصدر أمريكى مشارك فى مفاوضات الوساطة بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلى بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، عن وقف خطة الإخلاء الكامل لقطاع غزة وتهجير أهله بالصورة التى طرحها فى وقت سابق الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب»، ولكن الحقائق على الأرض تفضح آلة الكذب الأمريكية مع تسريع وتيرة الإخلاءات الإسرائيلية لكل مناطق القطاع وحشر الفلسطينيين فى منطقة ضيقة برفح الفلسطينية جنوبا على حدودنا.
كشف تحليل شامل أجرته صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية عن استراتيجية منهجية اسرائيلية لإجبار 2,1 مليون فلسطينى فى القطاع غزة على ترك مناطقهم السكنية والانتقال إلى مساحات أصغر فأصغر، كما أظهرت النتائج أن أكثر من أربعة أخماس مساحة القطاع باتت تحت سيطرة الاحتلال أو مشمولة بأوامر الإخلاء، استنادًا على مئات أوامر الإخلاء والصور الفضائية.
وعلى الرغم من كشف حقيقة الشركة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات والمعروفة بـ «غزة الانسانية» وتورط معهد رئيس الوزراء البريطانى السابق «تونى بلير» فى أعمال استخباراتية لصالح تل أبيب وواشنطن إلا أن المخطط الصهيوأمريكى لتهجير الفلسطينيين لا يزال قائما بتحويل الخبز إلى سلاح، والمساعدات إلى ورقة ضغط، فى صراع تتقاطع فيه الدماء بالقرارات، والسيادة بالمقاولات، والبندقية برغيف «الدم».
إن خطة الجيتو الصهيونى الجديد تدق ناقوس الخطر على حدودنا الشرقية.
لم يعد لحكومة الاحتلال الاسرائيلى أى حق أخلاقى فى استخدام كلمة إنسانية لأن من حول قطاع غزة إلى مقبرة جماعية وأرض خراب قد فقد كل صلة بالإنسانية.

 

من «بلفور» لـ «ترامب».. الوعد الدولى بالخروج الناعم

تعيد الولايات المتحدة وحلفائها رسم خريطة الشرق الأوسط بفكرة «الوعد والمنح» ضمن مخططات شيطانية باسم «الانسانية» حتى من قبل الرئيس السابق «جو بايدن» المخصص للمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى صاحب الأرض بقطاع غزة المحاصر بالإبادة الصهيونية بالأسلحة الأمريكية أيضا وحتى وعد الرئيس الحالى «دونالد ترامب» بتفريغ القطاع وتهجير أهله تحت ستار الإنسانية فى خروج ناعم وبشكل طوعى بدفع أهالى القطاع للنجاة بأرواحهم من الجحيم الصهيونى الجديد.
هذا ما اتفق عليه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وترامب مؤخرا للهروب من مسئوليتهم ووقوعهم تحت طائلة المحاكمة بتهمة الإبادة الجماعية التى تعرف كما ورد فى اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها  لعام 1948، وهى اتفاقية ملزمة لكل الدول سواء وقعت عليها أو لم توقع. 
وذلك مثبتا على موقع «موسوعة الهولوكست» التى يصدرها ما يسمى «المتحف التذكارى لمحرقة اليهود (الهولوكست) فى الولايات المتحدة» من بين 19 لغة تشملها الموسوعة. المصطلح نفسه صاغه المحامى البولندى اليهودى، «رافائيل ليمكين» تأثرًا بأحداث المحرقة. وهذا يفسر خروج نتنياهو من اجتماعه مع ترامب كى يقول إنهما اتفقا على منح سكان غزة حرية اختيار البقاء أو الرحيل. انه التهجير الناعم الخبيث.

 

النكبة الثانية بهندسة أمريكية

كتب الصحفى الإسرائيلى، جدعون ليفى، مقالا فى صحيفة «هآرتس» العبرية منددا بالأكذوبة الإسرائيلة الأمريكية فيما يتعلق بأكبر مركز اعتقال للفلسطينيين تحت مسمى المدينة الانسانية مقارنًا بينها وبين والممارسات النازية.
قال ليفي: «لو سئل مردخاى أنيلفيتش، قائد منظمة المقاومة اليهودية فى جيتو وارسو، لمات خجلًا لو علم بخطة كاتس. لم يكن ليصدق أن أحدًا سيجرؤ، بعد 80 عامًا من المحرقة، على طرح فكرة شيطانية كهذه».
كشفت مصادر عبرية عن أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وليس وزير الحرب يسرائيل كاتس، هو من أمر، -قبيل سفره إلى العاصمة الأمريكية واشنطن- بصياغة خطة لبناء ما يسمى بمدينة إنسانية ونقلت هذه المصادر عن قادة عسكريين قولهم إن الاحتلال الإسرائيلى لا يملك الأدوات اللازمة لتنفيذ هذا المخطط.
وقد هاجمت صحيفة «هآرتس» هذا المخطط، ووصفت المشروع بأنه «ترانسفير إجرامى» للفلسطينيين، وقالت، موجهة خطابها لترامب: «عندما يروج من يرشحك لجائزة نوبل للسلام لإنشاء معسكر اعتقال يرسل إليه جميع سكان قطاع غزة، ولا يسمح لهم بمغادرته إلا إذا اختاروا الهجرة، فليس واضحًا ما إذا كان يجاملك أم يُقوّض ترشيحك».
وواصلت الصحيفة العبرية فى افتتاحية بعنوان: «هذا يُسمى معسكر تركيز» اعتبرت أن دعم نتنياهو لخطة كاتس الإجرامية لبناء مدينة إنسانية على أنقاض رفح، والتى ستؤوى جميع سكان قطاع غزة، يمثّل انحدارًا أخلاقيًا وتاريخيًا لما اسمته «هآرتس» لدولة إسرائيل وللشعب اليهودى.
وأكدت أن مهما حاولت إسرائيل تغليف هذه الخطوة بأسماء مزيّفة، فإنها تظل معسكر اعتقال، وأضافت: يبدو أن إسرائيل مقتنعة بأن وصف إنسانى كافٍ لإضفاء الشرعية على أى عمل، تمامًا كما تفعل باستخدام عبارة الجيش الأكثر أخلاقية فى العالم، التى لم تعد مرتبطة مطلقًا بما يفعله جنود الجيش الإسرائيلى، والآن، يحاولون تصوير معسكر الاعتقال، المعد لأغراض الترحيل، بأنه أكثر معسكر اعتقال أخلاقى فى العالم.
وتشير «هآرتس» إلى أن مصدرًا إسرائيليًا أوضح، أن الخطة الأساسية هى نقل جميع المدنيين من غزة جنوبًا إلى مدينة خيام كبيرة فى رفح، حيث ستكون هناك مستشفيات ووفرة من الطعام.
وتتابع الصحيفة: «فى إسرائيل، المقارنات التاريخية ممنوعة، وعندما تُستدعى الأزمنة المظلمة، يضيع شيء ما دائمًا فى الترجمة، ما دام معسكر الاعتقال ليس محطة توقف فى الطريق إلى غرف الغاز، فمن السهل دحض المقارنة وتطبيع أى ظلم تقريبًا معها، ما دام الأمر لا يتعلّق بالهولوكوست، فكل شيء على ما يُرام، وهكذا، تُصبح المقارنة التاريخية، التى كان الهدف منها التحذير، أداة لإسكات النقد وتطبيع الظلم».
وتخلص الصحيفة إلى أن الحرب على غزة «لا أهداف عسكرية أو سياسية لها»، باستثناء ما لا يمكن الاتفاق عليه: نكبة ثانية، أو تهجير «طوعى» لجميع الفلسطينيين، وتدعو إلى وقفها فورًا.
وبخلاف معظم وسائل الإعلام العبرية، غطت «هآرتس» الجرائم الإسرائيلية فى غزة، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلى قصف مناطق مكتظة بالسكان، من بينها ساحة مدرسة، وملاجئ، وخيام، ومراكز توزيع مساعدات.
كما حذّر الصليب الأحمر من انهيار النظام الصحى فى القطاع، وأكد أن أغلب الضحايا كانوا يحاولون الحصول على الطعام، وبينهم أطفال ومراهقون وكبار سن، ونقلت الصحيفة عن الصليب الأحمر قوله: إن حجم وتواتر هذه الهجمات غير مسبوقين.
وتطالب «هآرتس» بوقف هذه الحرب فورًا؛ استعادة المختطفين، وسحب الجيش من قطاع غزة، ونقل السيطرة إلى السلطة الفلسطينية فى إطار إقليمى ودولى، والسماح بإعادة إعمار القطاع، يحظر- سواء بالموافقة أو بالصمت أو باللامبالاة- الانخراط فى مخططات تُهدد الأمن القومى الإسرائيلى.

 

«الإبادة واليأس».. مفتاحا طرد أصحاب الأرض

وسع الاحتلال الإسرائيلى منطقته العازلة العسكرية من 300 متر إلى كيلومتر كامل حول القطاع بالكامل، مارس الماضى، وتهدف حكومة بنيامين نتنياهو، إلى تجميع السكان بأكملهم فى زاوية صغيرة من جنوب غزة، مع جعل باقى القطاع محظورًا عليهم، وأن هذه المنطقة المستهدفة عبارة عن أرض صحراوية قاحلة بلا مياه جارية أو كهرباء أو حتى مستشفيات، حيث بلدة رفح الفلسطينية باتت معظمها أنقاضًا، والأرض الرملية حولها جرداء وخالية من الأشجار.
وأنشأ الاحتلال منذ أبريل الماضى طريقًا جديدًا يسمى «ممر موراج» فى جنوب غزة، نسبة إلى مستوطنة إسرائيلية كانت موجودة بين عامى 1972 و2005 قبل أن تنسحب إسرائيل من القطاع.
ولذلك لم تعد المناطق الآمنة المتبقية تشكل سوى 20% من الحجم الأصلى لقطاع غزة، فى حين أن أكثر من 60% من المناطق المبنية متضررة بشدة.
وتشير الصور الفضائية إلى أن الاحتلال يعد الأرض جنوب الممر لوجود طويل الأمد، حيث تبدو مناطق واسعة وكأنها أُعدت لنقاط عسكرية محمية بحواجز ترابية ومركبات متوقفة فى الجوار.
وحذر مراقبون دوليون، من أن إجبار اهالى غزة على التوجه جنوبًا بهذه الطريقة يرقى إلى مستوى التطهير العرقى، بينما يخشى الفلسطينيون أن يكون هذا تمهيدًا لطردهم من غزة نهائيًا.
وأظهرت خريطة الاحتلال الإسرائيلى أن ثلاث نقاط لتوزيع المساعدات أُقيمت على طول الممر كجزء من خطة مثيرة للجدل، إذ يشرف مرتزقة أجانب وإسرائيليين على توزيع الإمدادات.
وكشف بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلى المتطرف، عن النية الحقيقية وراء هذه السياسة فى تصريحات نقلتها فايننشال تايمز، وفى مؤتمر عقد مايو الماضى، إذ قال: «خلال أشهر قليلة ستُدمر غزة، وسيتم تركيز الغزيين فى الجنوب».
وأضاف «سموتريتش» أن هذا الاكتظاظ البائس خطوة ضرورية لتحقيق هدف طال انتظاره من قبل اليمين المتطرف الإسرائيلى، وهو إجبار الفلسطينيين على ترك غزة نهائيًا.
وبحسب ما نقلته الصحيفة البريطانية يزعم «سموتريتش»، أنه بـ «فهم أنه لا يوجد أمل، ولا شيء للبحث عنه فى غزة»، سيختار الفلسطينيون المغادرة وترك أرضهم لإسرائيل، معلقًا: «سيكونون فى حالة يأس تام».

 

اﻷﻣﺎن اﻟﻤﻔﻘﻮد ﻣﻦ ﻣﻮاﺻﻰ ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ إﻟﻰ رﻓﺢ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ

أعلن وزير حرب الاحتلال الإسرائيلى، يسرائيل كاتس، عن مشروع لإنشاء «مدينة إنسانية» على أنقاض مدينة رفح جنوب غزة، والتى ستضم نحو 600 ألف فلسطينى، معظمهم من النازحين القادمين من منطقة المواصى غرب خان يونس.
وأثارت الخطة ردود فعل غاضبة على المستوى الحقوقى والدولى، ووصفت منظمة العفو الدولية المشروع على أنه غير إنسانى ومشين، بينما أكد المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان أن الخطة تمثّل تصعيداً خطيراً فى مسار الإبادة الجماعية التى ترتكب فى غزة.
واعتبرت المنظمات الحقوقية أن إطلاق تسميات مثل مدينة إنسانية أو منطقة عبور يعد تلاعباً لغوياً يهدف إلى شرعنة سياسات احتلال القطاع والتهجير القسرى والتطهير العرقى.
واعتبر المحامى الإسرائيلى، ميكائى سفارد، فى حديث نقلته صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، أن المشروع هو جريمة ضد الإنسانية، مشيراً إلى أن أى خروج من غزة تحت الضغط لا يمكن وصفه بـ الهجرة الطوعية.
يقدم مشروع «المدينة الإنسانية» فى رفح الذى أعلنه «كاتس»، على أنه بديل منظم ومخطط له مسبقاً، يتضمن إعادة توطين قسرية ضمن نطاق محصور ومغلق مع إشراف أمنى إسرائيلى كامل وإن كان بصورة غير مباشرة، وفقاً لصحفية «هآرتس» الإسرائيلية.
ويقترح «كاتس» فى مشروعه الجديد تجميعاً دائماً للفلسطينيين فى موقع محدد لا يُسمح بالخروج منه، بخلاف المواصى الآمنة التى أعلنها الاحتلال الإسرائيلى ملاذاً مؤقتاً للنازحين الفلسطينيين الفارين من أماكن القتال.
وصنف الاحتلال الإسرائيلى فى وقت مسبق منطقة المواصى على أنها «منطقة إنسانية آمنة»، إلا أن الواقع الميدانى كان مختلفاً تماماً، فقد فرض على آلاف الفلسطينيين اللجوء إلى المواصى منذ أكتوبر 2023 رغم افتقارها إلى أدنى مقومات الحياة من مياه وكهرباء وصرف صحى وملاجئ، إلا أن القصف الإسرائيلى المتجدد لخيام النازحين فى منطقة أعلنها بالفعل آمنة هى ما تسببت بموجة واسعة من ردود الفعل الدولية.
ومنذ بدء حرب غزة، دفع بالسكان مراراً إلى المواصى بناءاً على بيانات عسكرية صادرة عن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إلا أن المنظمات الدولية ومنها الأمم المتحدة رفضت التصنيف «الأمن» للمنطقة، وأكدت أن المواصى تفتقر لأى آلية حماية أو بنية تحتية، فضلاً عن أنها شهدت وما تزال غارات دامية تنفذها المقاتلات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل المئات.
تشير صحيفة «هآرتس» استناداً إلى تسريبات عسكرية إلى أن خطة «عربات جدعون» التى أطلقها الاحتلال الإسرائيلى تقر بوضوح أن من بين أهدافها إدارة وتعبئة السكان المدنيين، فى تناقض واضح مع إعلان رئيس الأركان الإسرائيلى، إيال زامير، الذى صرح فى وقت سابق من هذا الأسبوع أن «تجميع السكان ليس هدفاً عسكرياً».
وربطت الصحيفة إعلان هذه المدينة بفكرة الهجرة الطوعية التى تروج لها إسرائيل، وأكدت أن الحكومة الإسرائيلية تواصلت بالفعل مع دول أجنبية لبحث إمكانية نقل سكان غزة إلى الخارج.