رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

تونس تطمح لإصدار "إعلان تونس" ليكون وثيقة مرجعية دولية لحماية المدنيين بمناطق النزاع

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

التقى مساء أمس الخميس 10 يوليو 2025 وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بالأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف بمهام حفظ السلام "جون بيار لاكروا". 

وتمحور اللقاء حول احتضان تونس، المؤتمر الدولي المتعلق بـ"دور القوات المسلحة في حماية المدنيين ضمن مهمات حفظ السلام" والمشاركة الإيجابيّة لوحدات الجيش التونسي في مهام حفظ السلام تحت راية الأمم المتحدة وسبل تعزيزها.

حماية المدنيين 

وأبرز وزير الدفاع التونسي خلال اللقاء، أن تونس فخورة باحتضانها هذا المؤتمر الدولي بالشراكة مع الأمم المتحدة، معربًا عن أمله في أن تفضي أشغاله إلى إصدار إعلان تونس كوثيقة مرجعية دولية تتضمّن المبادئ التوجيهية والمعايير القابلة للتنفيذ لحماية المدنيين في مناطق النزاع وتعزيز قدرة القوات المشاركة في بعثات السلام على أداء مهامها الإنسانية بكفاءة وفاعلية وأمان، وفق ما جاء في بلاغ لوزارة الدفاع الوطني.

وأبرز الوزير التونسي عراقة الشراكة بين تونس والمنتظم الأممي على اعتبار أن تونس قد استجابت لنداء المنتظم الأممي، طيلة الستة عقود الأخيرة، في كل المناسبات وسخّرت كلّ طاقاتها وإمكانياتها للقيام بواجبها الإنساني وستبقى علامة مضيئة في الوفاء والالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدوليّة ومتفاعلة مع قضايا الأمن والسلم والتضامن في العالم.

وأكّد بالمناسبة استعداد تونس لمواصلة العمل المشترك وتدعيم عمليات حفظ السلام الأممية عبر نشر فيلق تدخل سريع وانشاء مركز تدريب لحفظ السلام، فضلا عن وحدة اسناد جوّي ووحدة بحرية.

مساهمة الجيش في إنجاح المهام الاممية

في السياق نفسه، أشاد ممثل منظمة الأمم المتحدة بنجاح تونس في تنظيم هذا المؤتمر، معبرا عن ارتياحه لمستوى التعاون المتميّز القائم بين الجانبين الذي يعتبر نموذجا يحتذى به ويحظى بكل احترام بفضل جاهزية وجدّية أفراد الجيش التونسي ومساهمتهم الفعالة في إنجاح المهام الأممية في عديد الأماكن في العالم.

وأضاف أن المنتظم الأممي يعوّل على تطوير العمل المشترك مع الجيش التونسي وتدعيمه وذلك من خلال تعزيز مشاركة أفراده في مهمات أممية جديدة والاستفادة من تجربتهم وخبرتهم.

كما استقبل وزير الداخلية التونسية خالد النوري رفقة كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالأمن الوطني سفيان بالصادق، بمقر الوزارة، ، جون بيار لاكروا والوفد المرافق له.

وتم خلال اللقاء، حسب بلاغ للوزارة، إبراز وتثمين مساهمة وزارة الداخلية في دعم الجهود الأممية لإحلال السلم والأمن والاستقرار في العالم من خلال مشاركتها المتواصلة منذ سنة 2012 بإطارات أمنية وخبراء مختصين في العديد من المهمات الأممية في مجالات بناء القدرات والإدارة والعمليات والقيادة.

و أكد النوري تطلع الوزارة لتدعيم مشاركة منتسبيها في المهمات الأممية، سيما في مستوى الخطط القيادية، إلى جانب إستعدادها لتعزيز التعاون المشترك في مجال التكوين والتدريب المختص في حفظ السلام.

دور القوات المسلحة

ويزور الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف بمهام حفظ السلام "جون بيار لاكروا"، تونس للمشاركة في المؤتمر الدولي حول "دور القوات المسلحة في حماية المدنيّين في عمليات السلام"، الذي تنظمه ، وزارة الدفاع التونسية بالتعاون مع قسم الأمم المتحدة لحفظ السلام يومي الخميس 10 والجمعة 11 يوليو 2025.

ويذكر أنّ هذا المؤتمر الذي أشرف على افتتاحه وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي، بحضور وزير الشؤون الخارحية والتونسين بالخارج محمد علي النفطي والأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف بمهام حفظ السلام “Jean Pierre Lacroix ” ووزير الدفاع السينغالي  “Birame Diop”، ونائب وزير الدفاع الغاني  “Ernest Brogya Genfi”، ورئيس أركان جيش الطيران وعدد من السفراء والملحقين العسكريين المقيمين بتونس، فضلا عن مسؤولين أمميّين وممثّلين رفيعي المستوى من 13 دولة شقيقة وصديقة، يهدف إلى إعداد منصة رقمية دولية متكاملة لتسهيل تبادل المعلومات والخبرات بين الدول والمنظمات، ووضع دليل عمليات موحد للمساهمة  في توحيد الإجراءات  والمعايير العملياتية  للقوات المسلحة المشاركة في حماية المدنيين في المهام الامميّة.

إعلان تونس ” وثيقة مرجعية دولية

وكان وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي قد اشرف صباح  الخميس 10 يوليو 2025  على افتتاح أشغال المؤتمر الدولي حول دور القوات المسلحة في حماية المدنيين ضمن مهمات حفظ السلام، الذي تحتضنه تونس يومي 10 و11 يوليو الحالي.

وأكد في كلمة الافتتاح “أن تكامل الأبعاد الأمنية والتنموية والإنسانية هو السبيل الوحيد لضمان نجاح مختلف المهام الأممية لحفظ السلام”. مضيفا أن تجارب السنوات الماضية في عدة مناطق من العالم أثبتت أن بناء القدرات والتدريب العسكري واعتماد التجهيزات والمعدات المتطورة وحدها غير كفيلة بنجاح المهمة الأممية، باعتبار أن ثراء التجارب وتبادل الخبرات بين الدول والمشاركين في مهام السلام، تعد أداة ضرورية لفهم التحديات العملياتية بشكل أدق خاصة وأن قضايا السلم والسلام لم تعد شأنا يهم فقط الأطراف المنخرطة في النزاع، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب التنسيق والتخطيط والشراكة على جميع المستويات.

وأبرز أن مبادرة تونس بالتعاون مع الأمم المتحدة لحفظ السلام في تنظيم هذا المؤتمر الدولي تتنزل في إطار الوعي العميق بمختلف التغيرات التي يعرفها العالم والتحديات الجديدة التي تواجهها عمليات حفظ السلام، مبينا أن هذا اللقاء سيكون فرصة للتنسيق المباشر بين مختلف الجهات الفاعلة في المجال.

وعبّر الوزير عن طموحه في أن ينبثق عن هذا المؤتمر، إصدار “إعلان تونس ” ليكون وثيقة مرجعية دولية للمبادئ التوجيهية والمعايير القابلة للتنفيذ لحماية المدنيين في مناطق النزاع وتعزيز قدرة القوات المشاركة في بعثات السلام على أداء مهامها الإنسانية بكفاءة وفاعلية وأمان.

وأضاف أن تونس تولي أهميّة بالغة لمسألة حماية المدنيين وجعلتها من أوكد أولويات التزامها الإنساني مذكرا بانخراط تونس الفعال ومساهمتها الميدانية في العديد من مهام حفظ السلام في إفريقيا وغيرها من قارات العالم على مدى العقود الستة الأخيرة.

وبيّن وزير الدفاع الوطني، أنّ التحديات التي تواجهها اليوم البعثات الأممية تتطلب تطوير أدوات جديدة وإعادة التفكير في منهجيات التدريب والتأهيل والتحضير للمهمة الأممية وتعزيز دور المرأة في مجال الأمن والسلم فضلا عن استغلال التطور التكنولوجي والاستفادة أكثر من مزايا الذكاء الاصطناعي.

كما جدد التزام تونس الثابت بمبادئ الأمم المتحدة النابع من الإيمان بأن السلام يبنى بالشراكة الحقيقية القائمة على الثقة والتعاون والتضامن، مشيرا إلى أنّ تونس ستظلّ شريكا فاعلا في سبيل بناء عالم أكثر أمانا وعدلا وإنسانيّة .