كشف علمي تحت أبو الهول يعيد إشعال فرضية "المدينة المفقودة"

تمثال أبو الهول .. في تطور مثير يعيد الجدل حول التاريخ الخفي لحضارة مصر القديمة، كشف فريق من الباحثين الأوروبيين عن مسوحات جيوفيزيائية جديدة تشير إلى وجود عمود رأسي ضخم ينزل من قاعدة تمثال أبو الهول، وصولاً إلى غرفتين تقعان على أعماق هائلة تحت الأرض، إحداهما على عمق 2000 قدم، والثانية على عمق 4000 قدم.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أعادت هذه الاكتشافات، التي قُدمت خلال مؤتمر "القمة الكونية" في ولاية كارولينا الشمالية، الحياة لنظرية طالما أثارت الفضول العلمي والخيال الشعبي على حد سواء: وجود مدينة تحت الأرض، مدفونة بالكامل أسفل هضبة الجيزة.
دليل جديد يعزز نظرية "المجمع الجوفي"
ووصف فيليبو بيوندي، خبير تقنيات الرادار الجيوفيزيائي من جامعة ستراثكلايد، النتائج بأنها "مؤشر قوي على أن ما تحت هضبة الجيزة ليس مجرد صخور رملية، بل شبكة واسعة من الهياكل الغامضة".

وأضاف أن العمود المكتشف يبدو محاطًا بدرج حلزوني الشكل، ما يوحي بأنه شُيِّد بغرض الدخول إلى تلك الغرف العميقة وليس نتيجة ظاهرة طبيعية.
ومن جهته، أشار عالم المصريات أرماندو مي، المشارك في الفريق، إلى أن الهياكل المكتشفة تتشابه مع اكتشافات سابقة أسفل هرمي خفرع ومنقرع، ما يدعم فرضية وجود تخطيط معماري موحد تحت الأرض، يمتد على طول الهضبة.
هل نحن على أعتاب إعادة كتابة تاريخ الحضارة؟
يرى الفريق أن هذه الأدلة قد تشير إلى وجود حضارة متقدمة سبقت عصر الأسرات المصرية بآلاف السنين، وربما شُيّدت هذه البنى التحتية قبل نحو 36 ألف عام. ويعزز الباحثون طرحهم بقراءات نصوص مصرية قديمة، خصوصًا الفصل 149 من "كتاب الموتى"، الذي يشير إلى "14 مسكنًا في مدينة الموتى" تحت الأهرامات.
ويعتقد الباحثون أن الغرف التي تم تحديدها قد تكون مرتبطة بما يُعرف بـ"قاعة السجلات"، وهي غرفة أسطورية يُقال إنها تضم أسرار الحضارات المندثرة ومعلومات غير مكتشفة عن نشأة البشرية.
انتقادات علمية وتحذيرات من التسرع
ورغم الإثارة التي تثيرها هذه الفرضيات، فإن عددًا من علماء الآثار وصفوا النتائج بأنها "غير موثقة" و"تعتمد على تفسيرات انتقائية دون مراجعة علمية كاملة".
ويُشار إلى أن الدراسة الكاملة لم تُنشر بعد في مجلة علمية خاضعة لمراجعة الأقران، إذ يخطط الفريق لنشرها عام 2026.
الخطوة القادمة: التنقيب تحت الجيزة
و قال بيوندي في ختام عرضه: “هذا ليس مجرد بحث أثري، بل هو بحث عن هوية الإنسان، عن من نكون، ومن أين جئنا.”
ومع استمرار الجدل بين العلماء، يبقى أبو الهول، بملامحه الغامضة وصموده عبر العصور، شاهدًا صامتًا على أسرار ربما لم تُروَ بعد.