رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

خط أحمر

كنت دائمًا أقول إن اسرائيل جرى اختطافها من جانب حكومة التطرف التى يرأسها نتنياهو، وأن المنطقة تدفع ثمن هذا الاختطاف، وأن العالم من بعد المنطقة سوف يكون عليه أن يدفع نصيبه من هذا الثمن. 

ولم أكن أعرف أن أيمن عودة، النائب العربى فى الكنيست الإسرائيلى، يتبنى الرأى نفسه تقريبًا وأنه أعلنها، فكان عقابه أن زملاءه صوتوا على طرده من الكنيست! 

ينتمى عودة إلى «فلسطينيو ٤٨» الذين فضلوا البقاء فى إسرائيل بعد قيامها، وحملوا جنسيتها، وظلوا رغم الجنسية لا يتوقفون عن الدعوة إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.. وقد كان هذا النائب ولا يزال طبعًا منهم، ومعه النائب منصور عباس، وكلاهما يرأس تحالفًا برلمانيًا فى الكنيست الذى يبلغ عدد أعضائه ١٢٠ عضوًا. 

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد نشطت فى نقل تفاصيل هجوم منصور على عودة، لمجرد أن الأخير قال إن هناك حاجة إلى تحرير الشعبين.. والقصد بالشعبين فى كلامه: الشعب الفلسطينى وإلى جواره الشعب الإسرائيلى! 

أما أن الشعب الفلسطينى محتل فهذه حقيقة لا يجادل فيها اثنان، فلا أحد يناقش فى أن الفلسطينيين يخضعون لاحتلال منذ أن قامت إسرائيل فى ١٥ مايو ١٩٤٨، ومنذ تلك السنة يناضل الفلسطينيون من أجل تحرير أرضهم المحتلة، وليس هناك شك فى أن الغطرسة الإسرائيلية لن توقف السعى الفلسطينى نحو هذا الهدف.. فالأرض أرضهم أبًا عن جد، ولن يجدى فى شيء أن ينكر الإسرائيليون هذه الحقيقة التاريخية. 

وأما أن يقال إن إسرائيل محتلة فهذا هو الجديد الذى يقوله النائب عودة، والقصد كما نفهم من كلامه أن حكومة التطرف برئاسة نتنياهو اختطفت إسرائيل واحتلتها، وأنه لا سبيل إلى تحريرها إلا برحيل هذه الحكومة عن الحكم. 

هذا كلام لم يعجب النائب عباس فهاجم عودة، الذى رد فقال إنه متمسك بما قال، وأنه لا بد من تحرير إسرائيل إذا كنا نريد حكومة تؤمن بالسلام كمبدأ فى تل أبيب. وبالطبع، فإنه لا شيء يضمن أن تكون الحكومة المقبلة هناك أقل تطرفًا، اللهم إلا اذا خلت من نتنياهو، ومن وزيرى المالية والأمن القومى.. سموتريتش وبن غفير.. فكلاهما يزايد على رئيس الحكومة ذاته فى التطرف الذى لا حد له ولا سقف.