رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

محلل: مخاوف من افتتاح سفارة أوكرانيا بالسودان بسبب الأوضاع

بوابة الوفد الإلكترونية

قال المحلل السياسي المهتم بالشأن السوداني الفاتح: إن الأنباء المتداولة حول نية أوكرانيا افتتاح سفارة لها في السودان أثارت جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية السودانية خاصة وأنه يأتي في وقت حساس تعاني فيه البلاد من أزمة متعددة الأوجه، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن نوايا أوكرانيا الحقيقية ومدى تأثير ذلك على الوضع الراهن.

وفي السياق نفسه، نقلا عن "سودافاكس"، أثار إعلان متداول عن نية أوكرانيا افتتاح سفارة في السودان قبل نهاية عام 2025 موجة من الانتقادات والشكوك داخل الأوساط السياسية والإعلامية السودانية، في ظل تصاعد المخاوف من أن يكون الوجود الدبلوماسي المرتقب غطاء لنشاطات استخباراتية وتدخلات أجنبية وسط أزمة السودان الراهنة.

وأضاف المحلل، أن التصريحات التي أطلقت هذه العاصفة جاءت من الخبير بوكالة المخابرات المركزية كاميرون هدسون، والذي قال إن السفارة الأوكرانية ستُفتتح بنهاية هذا العام، وستكون الوحيدة بين السفارات الغربية في البلاد، في إشارة إلى تراجع الحضور الدبلوماسي الغربي واستبداله بالنموذج الأوكراني.

وتابع أنه تم تفسير ذلك في الخرطوم على أنه خطوة استفزازية، خاصة في ظل اتهامات سابقة لأوكرانيا بالتعاون العسكري مع قوات الدعم السريع.

وأكد المحلل السياسي الفاتح الأمير أن الخطوة غير مناسبة في هذا التوقيت الحرج، وأن افتتاح السفارة قد يُضر بالعلاقات مع روسيا، ويخدم أطرافا خارجية.
وفي السياق ذاته، صرح الممثل الخاص لأوكرانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا مكسيم صبح، خلال مقابلة صحفية في فبراير الماضي، بأن بعض المواطنين الأوكرانيين يشاركون في الصراع بشكل منفرد إلى جانب قوات الدعم السريع، ومعظم المقاتلين الأوكران هم من المتخصصين التقنيين.

وكان المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني إيليا يفلاش، في الـ 7 من يناير الماضي، قد كتب عبر صفحته على فيسبوك، بأن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار من القوات المسلحة الأوكرانية يقدمون الدعم لقوات "الدعم السريع" بدعوة شخصية من حميدتي، وبحسب يفلاش فإن: "كييف ملتزمة بأكثر من 30 عقدا عسكرياً في أفريقيا، والسودان هو أحد هذه الدول، وتحديداً مع قوات الدعم السريع".
وقامت السلطات الأوكرانية بعد ذلك بنفي هذه التصريحات وإقالة المسؤول في سلاح الجو من منصبه.

وأشار إلى أنه في سياق السفارات الأوكرانية في أفريقيا قالت وسائل إعلام محلية نقلا عن الجيش المالي مطلع شهر يونيو الجاري: إن إرهابيين يحضّرون لعملية كبيرة في مقاطعة كيدال في إقليم أزواد شمالي البلاد، وذلك بدعم من مدربين أجانب بينهم أوكرانيون وفرنسيون.

وأضاف أن الاستخبارات الأوكرانية، سلمت "الإرهابيين" في البلاد، مسيرة من طراز "مافيك"، مزودة بنظام إطلاق وفق ما نقلت وسائل الإعلام نفسها عن الجيش.

وأكد أن العديد من جنود الجيش في مالي لقوا حتفهم، في هجوم نفّذه مسلحون على معسكر ديورا، في منطقة موبيتي، وسط البلاد، في 27 مايو الماضي، وكانت جمهوريتا مالي والنيجر قد أعلنتا في 4 و6 أغسطس الماضي، على التوالي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا بسبب دعم الأخيرة للجماعات الإرهابية، وخاصة بعد إقرار المتحدث باسم وكالة الاستخبارات الأوكرانية أندريه يوسوف حينها بضلوع أوكرانيا في هجوم أسفر عن مقتل جنود ماليين وبعض المدنيين.

وفي سياق متصل أكد معهد ISS للدراسات الأمنية في تقرير له، صدر بداية يونيو الحالي، بأنه حتى الوقت الحالي حصلت حوالي 9 جماعات مسلحة في أفريقيا على طائرات مسيّرة عسكرية الصنع في بوركينا فاسو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكينيا، وليبيا، ومالي، وموزمبيق، ونيجيريا، والصومال، والسودان.

وأوضح أن موقع "كييف إنديبيندنت" المتخصص بالشؤون الأوكرانية في تقرير له، أكد ارتفاع إيرادات شركات الطائرات بدون طيار الأوكرانية منذ عام 2023، وتصدرت العديد من الدول الأفريقية قائمة الدول الأكثر استيرادا لهذه الطائرات.

وعلق المحلل السياسي المهتم بالشأن السوداني أحمد اليافعي، بأن الاستخبارات الأوكرانية بدأت تستخدم سفاراتها في الدول الأفريقية كمراكز لدعم الجماعات المسلحة، بما في ذلك القوات المرتزقة والجماعات الإرهابية وغير النظامية.

وأشار إلى أن الزيادة الملحوظة في مبيعات الطائرات المسيّرة تعد دليلاً على ذلك.
ويرى أن أوكرانيا باتت أداة تنفيذية لأجندات دول مثل بريطانيا وفرنسا في إفريقيا، موضحا أن السفارات الأوكرانية تُستخدم عادة كغطاء لتحركات مريبة، وأن وجودها في السودان يُشكل خطرا على الأمن القومي.