عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

من التبادل التجاري إلى التضامن السياسي.. كيف تعيد زيارة لي تشيانغ تشكيل تحالف الصين ومصر؟

الصين ومصر
الصين ومصر

في لحظة دبلوماسية هامه نحو تعزيز التعاون المصري الصيني، وصل رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى مطار القاهرة الدولي صباح، في زيارة رسمية هي الأولى له لمصر منذ توليه منصبه، وجاءت الزيارة وسط استقبال حكومي رفيع المستوى، و أكد لي تشيانغ أن هذه الزيارة تمثل فرصة تاريخية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، معربًا عن تطلعه لتعميق الحوار مع القيادة المصرية حول آفاق التعاون المشترك.  

وخلال هذه الزيارة يزور رئيس مجلس الدولة الصيني جامعة الدول العربية لمقابلة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لمناقشته حول تعزيز التعاون بين الصين والدول العربية 

وكشف رئيس مجلس الدولة الصيني أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد قفزات غير مسبوقة، حيث أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لمصر، كما تحتل المرتبة الأولى في قائمة المستثمرين الأجانب، لاسيما في مجالات الطاقة الجديدة، والبنية التحتية، والصناعات التكنولوجية. وأشاد بدور منطقة "تيدا" الاقتصادية في السويس، التي وصفها بـ"النموذج الأمثل للتعاون الصيني المصري"، حيث ساهمت في خلق آلاف الوظائف ودعم الاقتصاد المحلي.  

ومن جانبه قال لياو ليتشانج سفير الصين بالقاهرة ومندوب الصين لدى جامعة الدول العربية ، أن هذه الزيارة التي تجري لأول مرة و تمثل نقلة نوعية في تنفيذ "التوافق الاستراتيجي" بين الرئيسين شي جين بينغ وعبد الفتاح السيسي، وتعزز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

أشار السفير إلى عمق العلاقات الثنائية التي يقودها رئيسا البلدين، واللذين التقيا مرتين العام الماضي واتفقا على رفع العلاقات إلى مستوى بناء مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد، وثمن الدعم المصري الثابت لمبدأ "الصين الواحدة"، مؤكدًا أن بكين تدعم بحزم جهود مصر للحفاظ على سيادتها وأمنها.  

جاءت زيارة لي تشيانغ لتؤكد أن الصين ومصر ليستا فقط شريكين استراتيجيين، بل أيضًا "أخوين في رؤية مشتركة"، كما وصفها السفير لياو ليتشانج، الذي أكد أن الزيارة ستفتح صفحة جديدة في سجل العلاقات التي تجمع بين أقدم حضارتين في العالم".

ومن جانبه أكد لي تشيانغ على الروابط التاريخية بين البلدين، قائلاً: "ينتمي كل من الصين ومصر إلى دولتين ذات حضارة عريقة، وكان طريق الحرير القديم يربط بين شعبينا منذ آلاف السنين"، وأشار إلى أن مصر كانت أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين عام 1956، بفضل جهود القادة المؤسسين مثل الرئيس ماو تسي تونغ والرئيس جمال عبد الناصر، مما وضع أساسًا متينًا للعلاقات الثنائية.  

وعلى الجانب الاقتصادي، أكد السفير الصيني بالقاهرة أن الزيارة ستشهد توقيع عدة اتفاقيات جديدة في مجالات الطاقة المتجددة، والمدن الذكية، والتحول الرقمي، قائلاً: "نحن نعمل على تحويل الرؤية الاستراتيجية للرئيسين شي جين بينغ والسيسي إلى مشاريع ملموسة تعود بالنفع على الشعبين".  

وعلى الجانب السياسي، أشاد لي تشيانغ بالتعاون الثنائي في المحافل الدولية، لاسيما في الأمم المتحدة، ومجموعة بريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون، حيث يعمل البلدان معًا على إيجاد حلول سلمية للأزمات الإقليمية، مثل القضية الفلسطينية والأزمة الأوكرانية.

لم يغفل لي تشيانغ الإشارة إلى العمق الثقافي للعلاقات، قائلاً: "لقد أذهل معرض الآثار المصرية في بكين الملايين من الزوار، كما أن سرب الطائرات الصينية الذي حلق فوق الأهرامات كان رسالة سلام بين حضارتين عظيمتين"، وأضاف أن التعاون في مجال الآثار واللغات والتبادل الأكاديمي يزداد قوة، مع تزايد الإقبال على تعلم اللغة الصينية في مصر.  

وأكد لي تشيانغو  على أن هذه الزيارة تمهد للقمة الصينية العربية الثانية المقررة العام المقبل، والتي ستشهد احتفال البلدين بالذكرى السبعين للعلاقات الدبلوماسية. وأعرب عن أمله في أن تساهم الزيارة في دفع العلاقات الثنائية إلى مستوى مجتمع المستقبل المشترك، داعيًا إلى مزيد من التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، التي غطت جميع الدول العربية الـ22.

وتتصدر الصين قائمة الشركاء التجاريين لمصر كأكبر شريك تجاري ومصدر للواردات، فضلًا عن كونها من أكبر المستثمرين فيها. وبرزت منطقة "تيدا" الاقتصادية في السويس كرمز للتعاون، حيث ساهمت في دفع النمو المحلي وخلق فرص العمل. كما توسعت استثمارات الشركات الصينية مؤخرًا في مجالات الطاقة الجديدة، والغزل والنسيج، والأجهزة الكهربائية، ومواد البناء، محولةً الموقع الجغرافي المصري إلى قوة دافعة للتنمية.