يورونيوز: حريق سنترال رمسيس مأساة في قلب القاهرة

في قلب العاصمة المصرية القاهرة، شهد مبنى "سنترال رمسيس" مأساة مروّعة بعدما التهمه حريق هائل يوم الإثنين، مخلفًا أربعة قتلى وعشرات المصابين، وامتدت تداعياته لتصيب قطاع الاتصالات في البلاد بالشلل، في حادثة هزت الأوساط المصرية.

وتقول قناة يورونيوز، أنه بحسب السلطات المصرية، بدأ الحريق في إحدى قاعات الطابق المخصّص لمشغلي الاتصالات في المبنى المكون من عشرة طوابق، ثم امتدّ سريعًا إلى طوابق أخرى بفعل شدته. 

واستمرت ألسنة اللهب قرابة 12 ساعة، متسبّبة في انهيار أجزاء من البنية التحتية الرقمية للبلاد. ومع حلول صباح الثلاثاء، كان الجزء العلوي من المبنى متفحمًا، والدخان لا يزال يتصاعد، بينما واصل رجال الدفاع المدني جهودهم لإخماد النيران في الطوابق العليا.

أكدت وزارة الصحة المصرية انتشال أربع جثث من داخل المبنى، وجميعهم من موظفي الشركة، بحسب نقابة العاملين. كما أعلنت الوزارة عن نقل 27 مصابًا إلى المستشفيات، بعضهم خرج لاحقًا بعد تلقّي العلاج، بينما تلقّى آخرون أصيبوا باختناق جراء استنشاق الدخان علاجًا ميدانيًا دون الحاجة إلى دخول المستشفى.

ويُعد "سنترال رمسيس" واحدًا من أكبر مراكز الاتصالات في البلاد، ويشكّل حلقة الوصل بين شبكات الإنترنت الثابت والمحمول، والكابلات البحرية الدولية، وشبكات التوزيع المحلية، مما فسر سرعة ظهور تداعيات الحريق على امتداد البلاد.

تأثيرات واسعة على قطاعات حيوية:

قطاع الطيران المدني: تسبب العطل المفاجئ في شبكة الاتصالات بخروج عدد من الرحلات عن جدولها المعتاد، قبل أن تؤكد وزارة الطيران المدني، صباح الثلاثاء، عودة كل الرحلات إلى الإقلاع واستئناف حركة التشغيل بشكل طبيعي من مطار القاهرة الدولي.

البورصة المصرية: أعلنت البورصة يوم الثلاثاء تعليق التداول كليًا نتيجة "الاضطراب الواسع الذي أثر على كفاءة نظام التداول"، مشيرة إلى أن القرار اتُّخذ حفاظًا على تكافؤ الفرص وضمان قدرة الشركات على التواصل مع الأطراف كافة.

الخدمات المالية: امتدت الأعطال إلى الخدمات المالية، إذ تضررت البنوك والتطبيقات الخاصة بالدفع الإلكتروني على الهواتف المحمولة، مما أربك التعاملات اليومية للمواطنين، قبل أن تستعيد هذه المؤسسات نشاطها تدريجيًا في وقت لاحق.

خدمات الاتصالات: أدى تعطله المفاجئ إلى شلل جزئي في خدمات الاتصالات وخفض الاتصال على مستوى البلاد إلى 62% من المعدلات الطبيعية، بحسب "نت بلوكس"، وهي جهة دولية متخصصة في مراقبة الإنترنت.

من جهته، قال وزير الاتصالات المصري عمرو طلعت إن خدمات الاتصالات ستعود تدريجيًا خلال 24 ساعة، مشيرًا إلى أنه تم تحويل العمليات إلى بدائل أخرى عبر أكثر من بدالة لضمان استمرارية الخدمة.