الأسمدة الزراعية... غذاء التربة في قلب استراتيجية الأمن الغذائي
في كل موسم زراعي، تتجدد الحاجة لضمان خصوبة التربة واستمرارية عطائها، وسط تحديات بيئية واقتصادية متزايدة، ولعل الأسمدة الزراعية لم تعد تُنظر إليها كمجرد إضافات كيميائية، بل أصبحت عنصرًا حيويًا يُشبه "الغذاء اليومي" الذي يعيد للتربة نشاطها، وللنبات قوته، وللمزارع أمله في موسم وفير.
✅ الأسمدة: ركيزة 80% من إنتاجية المحاصيل
في هذا السياق، أوضح الدكتور أنور عيسى، رئيس الإدارة المركزية لشؤون المديريات بوزارة الزراعة، أن الأسمدة تسهم بنسبة تتراوح بين 80 إلى 85% من إنتاجية المحاصيل، ما يجعلها أحد أهم مدخلات العملية الزراعية.
وأضاف أن الأسمدة ليست منفصلة عن بقية عناصر الإنتاج، بل تأتي ضمن "حزمة متكاملة" تشمل اختيار الأصناف، وطرق الري، ومكافحة الآفات، وكلها تهدف إلى رفع الإنتاجية وتحقيق الاستدامة الزراعية.
💳 "الكارت الممغنط".. ثورة رقمية في ضبط منظومة التوزيع
ومن أبرز التحولات التي يشهدها القطاع الزراعي في مصر هو إدخال التكنولوجيا الرقمية لمراقبة توزيع الأسمدة، وذلك عبر نظام "الكارت الممغنط"، الذي أطلقته الوزارة بالتعاون مع شركة "إي فاينانس".
وأوضح الدكتور عيسى أن هذا النظام يضمن تتبع دقيق لحركة شحنات الأسمدة من المصنع إلى الجمعية الزراعية، ولا يمكن لأي سائق تفريغ الشحنة إلا في النقطة المحددة إلكترونيًا، مما يقضي على التلاعب ويضمن وصول الدعم لمستحقيه.
وأكد أن هذا التحول الرقمي مدعوم بفرق فنية تعمل داخل المصانع على مدار الساعة، إضافة إلى تزويد الجمعيات الزراعية بـ"نقاط بيع إلكترونية" (POS) تعمل كالصراف الآلي، وتتيح معرفة الرصيد المتاح لكل جمعية في أي وقت.