ضربة مفاجئة بدير الزور السوري.. الإيقاع بعشرات المطلوبين على صلة بطهران

في مشهد يعكس تحولات دقيقة في خارطة النفوذ بشرق سوريا، فجّرت وزارة الداخلية السورية مفاجأة مدوية بإعلانها عن اعتقال أفراد على صلة بالحرس الثوري الإيراني، خلال حملة أمنية غير مسبوقة في مدينة البوكمال وريفها.
العملية التي وصفت بـ"الواسعة والمحكمة"، تأتي في توقيت بالغ الحساسية، وتسلّط الضوء على صراع خفي يتجاوز حدود الأمن الداخلي، ليطال موازين القوى الإقليمية المتشابكة على الأراضي السورية.
في ذلك الصدد، صرح العقيد ضرار الشملان، قائد الأمن الداخلي في محافظة دير الزور، قائلًا إن العملية نُفذت بدقة فجر الإثنين وشملت مداهمات متزامنة في عدد من المواقع، حيث ذكر في بيان رسمي نشرته الوزارة على صفحتها في موقع فيسبوك، أن التوقيفات شملت متورطين في "حيازة السلاح غير المشروع، والاتجار به، وترويج المواد المخدّرة، فضلًا عن التورط في أنشطة تهدد أمن وسلامة المواطنين".
ورغم أن البيان لم يوضح طبيعة العلاقة بين بعض الموقوفين والحرس الثوري الإيراني، فإن مصادر محلية وأمنية تحدثت عن وجود عناصر مرتبطة بشكل مباشر بفصائل موالية لطهران، تنشط منذ سنوات في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق، لا سيما في البوكمال التي تُعد معبرًا حيويًا استراتيجيًا.
وبالتزامن مع ذلك، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه استنادا إلى معلومات استخباراتية تم الحصول عليها عبر تحريات الوحدة 504، نفذت قوات الجيش الإسرائيلي عملية ليلة الأحد أسفرت عن اعتقال خلية من العناصر التي قام فيلق القدس الإيراني بتفعيلها في منطقة تل قدنة بجنوبي سوريا، وفقا لما ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت.
وتعد هذه هي المرة الثانية خلال الأسبوع الماضي التي تنفذ فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية ليلية محددة وتعتقل خلالها عددا من العناصر الذين شكلوا تهديدا في المنطقة، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
وجرى ضبط الخلية الإيرانية الأولى في منطقة أم اللوقس وعين البصلي في الجنوب السوري، وذلك بالتعاون مع المحققين الميدانيين المنتمين للوحدة 504.
وتأتي العمليتين في سياق تصاعد التوتر الأمني بين إسرائيل وإيران على الساحة السورية، حيث تخوض تل أبيب منذ سنوات "حرباً بين الحروب" تهدف إلى تقويض التمركز العسكري الإيراني المتزايد في سوريا، وخصوصاً في المناطق القريبة من هضبة الجولان.
وتُثير هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل الوجود الإيراني في شرق سوريا، ومدى قدرة دمشق على ضبط المجموعات المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري ضمن استراتيجية إعادة فرض السيطرة المركزية على الأراضي السورية.