روبوتات Meta تبدأ الدردشة أولاً: رسائل متابعة "ذكية" لإبقاء المستخدمين متفاعلين

في تحول جديد لطريقة تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي، تختبر شركة Meta ميزة استباقية تتيح لروبوتات الدردشة على منصاتها، مثل إنستغرام وواتساب، إرسال رسائل متابعة تلقائية للمستخدمين استنادًا إلى محادثات سابقة – حتى من دون دعوة مباشرة. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز التفاعل وتحسين الاحتفاظ بالمستخدمين، حسب ما كشفه تقرير حديث من Business Insider.
الميزة الجديدة، التي تُطوّر ضمن مشروع داخلي يُعرف باسم "Omni"، تستخدم منصة AI Studio من Meta، وهي أداة تتيح للمستخدمين إنشاء روبوتات ذكاء اصطناعي قابلة للتخصيص بالكامل – من المظهر والشخصية إلى المواضيع التي يُمكنه التحدث عنها. وتروّج Meta لهذه الروبوتات على أنها امتداد لشخصية منشئيها، وتوفر أدوات سهلة حتى للمستخدمين غير التقنيين لبنائها وتوزيعها عبر تطبيقات الشركة.
من بين الأمثلة التي استعرضتها الوثائق، روبوت ذكاء اصطناعي يُدعى "مايسترو سحر الأفلام" قد يُرسل للمستخدم رسالة من نوع:
"مرحبًا! أتمنى أن يكون يومك رائعًا. هل وجدت مؤخرًا موسيقى تصويرية جديدة؟ أو هل ترغب في اقتراح لفيلمك القادم؟ يسعدني المساعدة!"
هذا النوع من الرسائل يُمثّل دفعة ذكية لتعزيز التفاعل، خاصة أن Meta تتوقع تحقيق ما بين 2 إلى 3 مليارات دولار من منتجات الذكاء الاصطناعي هذا العام فقط، وتستهدف قفزة هائلة إلى 1.4 تريليون دولار بحلول عام 2035. ولتحقيق هذه الطموحات، تحتاج الشركة إلى ضمان استخدام مستمر ومستدام لأدواتها، ما يجعل التواصل الاستباقي من روبوتات المحادثة خطوة منطقية في هذا السياق.
لكن تبقى الخصوصية مصدر قلق. إذ أن تلقي رسائل غير مطلوبة من روبوت دردشة قد يُثير تساؤلات حول حدود الموافقة وسلوك الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، أوضح متحدث باسم Meta أن هذه الرسائل ستُرسل فقط إذا بدأ المستخدم المحادثة أولًا، ولن تُكرّر المحاولة إذا تجاهل المستخدم الرسالة الأولى. كما ستلتزم الرسائل بنبرة إيجابية، مع تجنّب أي مواضيع حساسة أو مثيرة للجدل، ما لم يبادر المستخدم بطرحها.
وتحرص Meta على توخي الحذر في هذا المجال، خاصة بعد أن بدأت في تحذير المستخدمين الشهر الماضي من مشاركة معلومات شخصية أو حساسة ضمن موجز Meta AI العام، عقب تقارير عن قيام عدد كبير من المستخدمين بذلك دون قصد.
في النهاية، يبدو أن مستقبل التفاعل مع الذكاء الاصطناعي لن يقتصر على الأسئلة والإجابات، بل سيتحول إلى محادثة ذات طابع شخصي مستمر – قد تبدأها الآلة هذه المرة.