باحث: إيران باتت منفتحة على الحوار لكنها تعاني من أزمة ثقة حقيقية

قال عمرو أحمد، الباحث في الشؤون الإيرانية، إن اللقاء المحتمل بين وزير خارجية إيران عباس عراقجي وويليام بيرنز في أوسلو، يأتي بعد فشل جولة المفاوضات السابقة في مسقط وإلغاء الجولة المقررة في عمان على خلفية التصعيد العسكري الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن القبول بمدينة أوسلو كمقر للحوار قد يعكس تغيرًا في موقف طهران تجاه فكرة التفاوض المباشر مع واشنطن.
وأضاف أحمد، في تصريحات لقناة «القاهرة الإخبارية»، أن إيران باتت منفتحة على الحوار، لكنها لا تزال تعاني من أزمة ثقة حقيقية، وتطالب بضمانات واضحة من المجتمع الدولي، ودولة راعية للمفاوضات، إلى جانب التزامات موثقة من الولايات المتحدة بعدم تكرار سيناريو الضربات الجوية.
وأوضح أن الضربة الأمريكية الأخيرة التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، تبعتها ضربة إيرانية منسقة بشكل غير مباشر لحفظ ماء الوجه، وخلق صورة أمام الداخل الإيراني بأن طهران لا تزال قادرة على الرد على القوى الكبرى.
الولايات المتحدة تبدو غير راغبة في توسيع رقعة الصراع
وأشار الباحث إلى أن الولايات المتحدة تبدو غير راغبة في توسيع رقعة الصراع، خاصة بعد أن أثبتت إيران، خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، امتلاكها قدرات صاروخية متقدمة، تمكنت من إلحاق خسائر ملموسة داخل إسرائيل، ما دفع الجميع إلى التفكير في التهدئة.
واعتبر أن الخطاب الرسمي الإيراني لا يزال متمسكًا بلغة الحرب، بهدف الحفاظ على حالة الالتفاف الشعبي حول النظام، والتي تعززت بعد الضربات الأخيرة، قائلا: "رغم وجود تباينات داخل النظام الإيراني، فإن الحرب الأخيرة عززت من مكانة ولاية الفقيه، وخلقت حالة من التماهي الشعبي مع القيادة، على عكس ما كان سائدًا قبل التصعيد".
قال إيال زامير، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إن العملية ضد إيران انتهت ولكن المعركة لم تنتهِ على حد قوله.
وأضاف :"لو لم نتحرك ضدها كُنا سندفع ثمناً باهظاً لا يُقارن في المُستقبل".
وقال مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، إن طهران مستعدة لمفاوضات بشأن نطاق برنامج التخصيب ومستواه وقدراته.
وقال الجيش الإيراني إن قوات الدفاع الجوي التابعة له تصدت بقوة للعدوان الإسرائيلي على البلاد.
وأضاف الجيش الإيراني في حديثه: "سنتصدى بكل قوة لأي اعتداء وسندافع عن سيادة البلاد".
وتابع قائلاً: "الشعب والقوات المسلحة وقفا صفا واحدا في مواجهة العدوان".
وقال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إن الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية السلمية خيانة للدبلوماسية وضربة غير مسبوقة لسيادة القانون ونظام منع الانتشار النووي.
وقال عراقجي في وقت سابق إنهم أثبتوا خلال حرب الـ12 يومًا إنهم يمتلكون قدرة الدفاع عن أنفسهم.
وأضاف: "على واشنطن أن تقدم ضمانات بعدم تكرار استهداف إيران".
وتابع: "البرنامج النووي الإيراني مصدر اعتزاز وطني ولن يتراجع الشعب عن التخصيب بسهولة".
وأضاف عراقجي: "أبواب الدبلوماسية لن تغلق أبدا، والعودة إلى التفاوض تتطلب ضمان عدم عودة الولايات المتحدة إلى استهدافنا".
وأردف قائلاً: "لا يمكن القضاء على التكنولوجيا اللازمة لتخصيب اليورانيوم عبر القصف".
وقال عراقجي إن الشعب الإيراني سيظل صامدًا أمام كل خصومه الخارجيين بعد انتهاء الحرب مع إسرائيل.
وأضاف عراقجي، في تصريحاتٍ صحفية،: "إيران لا تعرف الاستسلام وشعبنا ضحى بدمائه وصمد أمام قنابل إسرائيل".