«F1» يتخطى حدود السينما ويقترب من واقع حلبات السباق
استطاع فيلم «F1»، بطولة براد بت تحقيق انطلاقة قوية بإجمالى 25 مليون دولار، وهو ما يعد أفضل افتتاحية سينمائية لشركة Apple فى تاريخها، يؤدى براد بيت شخصية «سونى هايز»، سائق أسطورى يعود من الاعتزال لإنقاذ فريق متعثر.
العمل من إنتاج Apple Studios وتوزيع Warner Bros، وتم طرحه فى 3٫661 صالة عرض، قبل بدء تصوير العمل، خضع كل من براد بيت ودامسون إدريس لتدريبات قيادة مكثفة على سيارات «فورمولا 2» و«فورمولا 3» على حلبة «بول ريكار» فى فرنسا.
وتم تصوير مشاهد الفيلم فى عدد من أشهر حلبات السباق العالمية، من بينها: المجر، بلجيكا، إيطاليا، هولندا، اليابان، المكسيك، الولايات المتحدة (لاس فيغاس)، وأبوظبى (ياس مارينا)، بالإضافة إلى سباق «24 ساعة فى دايتونا».
الفيلم تم تصويره بطريقة مبتكرة، حيث استخدمت سيارة معدّلة من «فورمولا 2» صممها فريق مرسيدس-آيه إم جى خصيصاً لتتناسب مع متطلبات التصوير، ما جعل لقطاته أقرب إلى مشاهد السباق الحقيقية، كما استفاد براد بيت من نصائح سائق فيرارى القيّمة، فقد كان يقود سيارات F2 متنكراً فى زى سيارات فورمولا 1، وأخذ دوره كسائق محترف على محمل الجد وأثار إعجاب المخرج جوزيف كوسينسكى «فى هذا الفيلم، وصل براد إلى مستوى من القيادة يستحقه المحترفون، لدرجة أنه منذ انتهاء التصوير، تلقى براد بيت عرضين من فرق للتسابق فى فئة GT، فى لومان ودايتونا!.
أثار الفيلم جدل واسع حول الميزانية الضخمة للعمل. ففى حين أفاد تقرير نُشر فى مايو 2024 أن ميزانية الفيلم بلغت 300 مليون دولار، نفى المنتج جيرى بروكهيمر والمخرج كوزينسكى ذلك، مؤكدين أن الخصومات والرعايات خفّضت من التكاليف الفعلية. وتشير التقديرات الأحدث إلى أن الميزانية تقترب من 200 مليون دولار، مما يضع F1 ضمن أغلى الأفلام الرياضية إنتاجاً فى التاريخ.
وعن تصوير العمل فى دولة الإمارات قال المنتج جيرى بروكهايمر، لصحيفة ذا ناشيونال قائلًا: «حلبة مرسى ياس رائعة، وكان أهل أبوظبى فى غاية اللطف معنا. لقد رحّبوا بإنتاجنا بحفاوة بالغة، وسهّلوا علينا كل شىء أثناء التصوير». فى إطار القصة، يكون فريق «Apex GP» الذى يحتل المركز الحادى عشر بحاجة ماسة إلى أداء قوى فى سباق أبوظبى. وتصبح حلبة مرسى ياس ساحة للأمل والتحدى، حيث تُصوّر اللحظات المصيرية للفريق. قاد براد بيت ودامسون إدريس مركبات معدّلة على الحلبة، تم تصميمها لتبدو كسيارات فورمولا 1، لكنها فى الحقيقة كانت سيارات فورمولا 2 معدّلة، ما يوفر بيئة قيادة أكثر أمانًا للممثلين خلال التصوير بسرعات عالية.
استمر تصوير الفيلم فى أبوظبى لمدة 29 يومًا، وشارك فيه طاقم إماراتى محلى إلى جانب الفريق الدولى. شملت مواقع التصوير: (حلبة مرسى ياس، مطار زايد الدولى، استوديوهات twofour54 فى مركز ياس الإبداعى). وقد شارك عدد قياسى من المواهب الشابة فى موقع التصوير، من بينهم 15 متدربًا، خمسة منهم من الإمارات.
الفيلم من إخراج جوزيف كوزينسكى، مخرج Top Gun: Maverick، وسيناريو من تأليف إيرين كروغر، وتدور أحداثه فى قلب بطولة العالم للفورمولا 1. تم تطوير المشروع بالتعاون مع الاتحاد الدولى للسيارات (FIA)، كما يُشارك بطل العالم للفورمولا 1 «لويس هاملتون» فى الفيلم بصفته أحد المنتجين التنفيذيين، كما قدّم خبرته الاستشارية لضمان دقة تصوير مشاهد السباقات وتفاصيل عالم الفورمولا 1، ما أضفى على المشروع طابعاً واقعياً ومهنياً يعكس روح هذه الرياضة العالمية.