رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

كيف استقبلت قريش عاشوراء قبل الإسلام؟.. وفضل التوبة يومها

بوابة الوفد الإلكترونية

تعدّ التوبة إلى الله من أعظم القربات، وهي واجبة على كل مسلم، وقد ربط الإسلام بينها وبين مواسم النفحات الربانية، ومنها يوم عاشوراء الذي يمثل فرصة ذهبية لتجديد العهد مع الله والرجوع إليه بقلب خاشع وتوبة صادقة.

صيام يوم عاشوراء وسنّة التوبة

حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على صيام يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرّم، لما له من فضل عظيم، حيث جاء في الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
«قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجّى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أحقّ بموسى منكم، فصامه، وأمر بصيامه» [رواه البخاري].

كما روى مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله».

التوبة في عاشوراء.. واجبة وفرصة عظيمة

التوبة واجبة على كل مسلم، وهي فرض باتفاق العلماء. وقد نقل الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى:
﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31]
أن التوبة فرض متعين لا يُترك في حالٍ من الأحوال، لأن العبد لا يخلو من ذنب أو تقصير.

وقد ثبت أن يوم عاشوراء يوم يتقبل الله فيه التوبة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن كنت صائمًا شهرًا بعد رمضان فصم المحرَّم، فإنه شهر الله، فيه يوم تاب الله فيه على قوم ويتوب فيه على قوم آخرين» [رواه الترمذي وحسنه، والدارمي وابن أبي شيبة].

وفي رواية عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعًا:
«هذا يوم تاب الله فيه على قوم، فاجعلوه صلاة وصومًا» [رواه أبو موسى المديني وحسّنه].

وقد روي عن السلف الصالح أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي تاب فيه الله على آدم عليه السلام، ويوم تاب فيه على يونس عليه السلام وقومه، وهو يوم التوبة العام لبني إسرائيل، كما أشار ابن عباس، وقتادة، وعكرمة وغيرهم.

كيف استقبلت قريش عاشوراء قبل الإسلام؟

كان الحنفاء في الجاهلية يدلون الناس على صيام يوم عاشوراء ككفّارة عن الذنوب، فقد ذكر عكرمة أن قريش أذنبت ذنبًا عظيمًا، فاستفتوا الحنفاء، فقالوا لهم: كفارتكم صيام يوم العاشر من المحرم. وهذا يوضح عراقة الشعور بقدسية هذا اليوم حتى قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

أدعية التوبة المستحبة في يوم عاشوراء

فيما يلي مجموعة من الأدعية المأثورة والمستحبة التي يُستحب الإكثار منها في يوم عاشوراء بنية التوبة:

«اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت...»
(من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم)

«اللهم إني أستغفرك من كل ذنب يعقب الحسرة، ويورث الندامة، ويحبس الرزق، ويرد الدعاء...»

«اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت...»
(من دعاء سيد الاستغفار)

«ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا...»
[البقرة: 286]

«اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي...»

«اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجى عندي من عملي...»

«ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلًا للذين آمنوا...»

«ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب...»
[آل عمران: 8]

«رب اجعلني من عبادك المخلصين، واجعل لي نورًا في قلبي ولساني وعملي...»

«اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني، اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، سره وعلانيته...»