رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هَذَا رَأْيِي

ضحايا زهرات قرية السنابسة بالمنوفية ال تسعة عشر فتاة من فتيات أرياف مصر المكافحات أثر حادث مفجع على طريق من طرق مصر المنكوبة كشف الكثير عن المسكوت عنه.. طرق مصر بطولها وعرضها تشهد حالة من الفساد والإفساد والفوضى لا مثيل لها، نتيجتها أننا نُشَيع كل يوم العشرات إلى بارئهم ليس لذنب اقترفوه أو جريمة ارتكبوها وإنما لكون أن قرروا السير على طرق الموت أوطرق «إل رايح ميرجعش».. أسباب كوارثنا معروفة ونحن لا نخترع العجلة وكما صرح وزير النقل إلى الدار الآخرة حينما سأله أحد محاوريه فى الكارثة الأخيرة عن سبب هذه الكوارث فأجاب أننا نحتاج إلى الضمير.. وقد صدق فعلا معالى الوزير، فإننا بالفعل بحاجة إلى الضمير.. نحتاج إلى الضمير فى وجود طرق ممهدة وصالحة وآمنة لأنها سبب رئيس من أسباب هذه الكوارث.. أين الضمير فى خروج عشرات الطرق عن الخدمة والتى أُنفق عليها المليارات وبعد سنة أو يزيد نضطر إلى إغلاقها بسبب عيوب فنية ونتكبد ملايين الجنيهات مرة أخرى لإعادتها إلى العمل.. نحتاج إلى الضمير فى تأخرك ست سنوات لإعداد الخطة التى أعلنت عنها أثناء تفقدك لموقع الحادث معلناً إطلاق خطة لتأهيل السائقين وتنظيم العبور، بجانب حملات توعية بالتنسيق مع الأزهر والكنيسة.. نحتاج إلى الضمير فى الحمولات الزائدة سواء فى الركاب أو البضائع، فكيف لمركبة حمولتها ١٤ فرداً يتم حشر ٢٢ فرداً بداخلها؟! نحتاج إلى ضمير فى عدم تخصيص حارة أو ساعات للنقل بكافة أنواعه على الطرقات وإلزام قائدى هذه المركبات بذلك.. نحتاج إلى الضمير فى السماح لقائدى السيارات بقيادة سيارتهم بدون رخص قيادة أو رخص سير للمركبة.. نحتاج إلى الضمير فى ترك متعاطى المخدرات يقودون السيارات وألا يكون هناك تحليل مخدرات بصفة دورية خاصة لقائدى سيارات النقل..نحتاج إلى الضمير فى الالتزام بالقواعد الهندسية والفنية فى تنفيذ الطرق.. نحتاج إلى الضمير فى وضع الإشارات والعلامات الدالة لقائدى السيارات لضمان سلامتهم.. نحتاج إلى الضمير فى السماح للسيارات والمركبات التى لا توفر الأمن والسلامة على الطرق بالسير!. نحتاج إلى الضمير الذى غاب فى توفير عوامل الأمان كنقص الإضاءة أو عدم وجود حواجز.. نحتاج إلى الضمير فى محاسبة المتورطين ومثولهم أمام جهات التحقيق الرقابية والقضائية..نحتاج إلى الضمير فى تحقيق مطالب الشارع المصرى..نحتاج إلى الضمير فى وقف نزيف الدماء الذى لا يجف.. نحتاج إلى الضمير فى إحداث تطوير حقيقى لقطاع النقل والمواصلات والذى استحوذ على نصيب الأسد فى حجم القروض الخارجية ولم يحقق الهدف المطلوب منه سواء فى الوفيات أو معدلات الحوادث من حيث العدد.. نحتاج إلى ضمير وزراء النقل السابقين أمثال الدكتور إبراهيم الدميرى الذى قدم استقالته على خلفية كارثة قطار الصعيد فى ٢٠٠٢، نحتاج إلى ضمير المهندس محمد منصور الذى قدم استقالته على خلفية كارثة قطار العياط فى ٢٠٠٩..نحتاج إلى ضمير الأستاذ الدكتور هشام عرفات الذى قدم استقالته على خلفية حريق القطار فى محطة مصر فى ٢٠١٦..

نحتاج إلى الضمير فى حادث قطار سوهاج فى عهد وزير النقل الحالى نحتاج إلى الضمير فى الإحساس بالمسئولية السياسية والأخلاقية.. نحتاج إلى الضمير فى الدخول لعمل مشروعات استعراضية اقترضنا بسببها المليارات لخدمة فئة محدودة وترك المناطق الأكثر حاجة دون تطوير حقيقى.. نحتاج إلى الضمير فى مواجهة الكوارث ومؤشرات الفشل كنوع من تحمل المسئولية السياسية والأخلاقية وامتصاص الغضب والاحتقان الشعبى جراء هذا الفشل وتداعياته.. نحتاج إلى الضمير فى استقالة أو إقالة كرسالة اعتذار للشارع الذى من الخطأ تجاهل مزاجه.. نحتاج إلى الضمير فى عدم الاستماع إلى الشماشرجية وحملة المباخر الذين يتغنون بمآثر ليست فيكم وأفعال حميدة بعيدة عنكم..هم يزينون كل منكر ولا تحركهم مبادئ أو تحكمهم قيم.. نحتاج إلى الضمير فى عمل حساب لمؤسسات الدولة فى مثل هذه الكوارث.. نحتاج إلى الضمير فيمن فى رقابهم المسئولية السياسية والذين هم سبب من أسباب من ارتقت أرواحهم وهم فى زهرة شبابهم.

[email protected]