مالي تستعيد منجمي ذهب في خطوة لتعزيز سيادتها الاقتصادية

في خطوة تعكس توجهاً متنامياً في غرب أفريقيا نحو استعادة السيطرة على الموارد الطبيعية، استعادت حكومة مالي السيطرة على منجمي الذهب "ياتيلا" و"موريلا"، بعد سنوات من إدارتها من قبل شركات أجنبية. ويأتي هذا القرار في ظل ارتفاع أسعار الذهب عالمياً، وسعي السلطات المالية لتقليص الاعتماد على الشركات الأجنبية وزيادة الإيرادات الوطنية.
ورغم افتقار البلاد إلى مصفاة معتمدة دولياً، تُعد مالي ثاني أكبر منتج للذهب في أفريقيا، بإنتاج سنوي يُقدّر بنحو 65 طناً، يُصدر معظمه خاماً دون معالجة محلية تضيف له قيمة اقتصادية.
مناجم مسترجعة
يقع منجم "ياتيلا" في منطقة كاي غرب مالي، وقد أغلقته شركة "ساديولا إكسبلوريشن" المشتركة بين "أنغلوغولد أشانتي" الجنوب أفريقية و"آي إيه إم غولد" الكندية في عام 2016، بسبب انخفاض الأسعار حينها، رغم وجود احتياطات قابلة للاستغلال.
أما منجم "موريلا"، الواقع في منطقة سيكاسو جنوب البلاد، فتخلّت عنه شركة "فايرفينش" الأسترالية عام 2022، بعد استحواذها على حصص من شركتي "باريك غولد" و"أنغلوغولد".

تعزيز السيادة على الثروات
تندرج هذه الخطوة ضمن استراتيجية أوسع تتبعها السلطات العسكرية التي تولّت الحكم في مالي منذ عام 2020، بهدف إعادة هيكلة قطاع التعدين وزيادة حصة الدولة من عائدات الذهب.
وكانت الحكومة قد فرضت في وقت سابق إشرافها المباشر على مجمع "لولو-غونكوتو" التابع لشركة "باريك غولد" الكندية، ما أثار جدلاً حول الضرائب وحقوق التملك الأجنبي.
كما شرعت مالي في بناء مصفاة ذهب جديدة بتمويل ودعم تقني روسي، بطاقة إنتاجية تصل إلى 200 طن سنوياً، في محاولة لتعظيم الفائدة الاقتصادية من أبرز مواردها الطبيعية.