إيران تندد بألاعيب أمريكا والوكالة الدولية للطاقة

انتقدت إيران تغير مواقف الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» بشأن رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، واصفة ذلك بأنه «ألاعيب» لا تهدف إلى حل المشاكل بين البلدين. وقال ترامب فى وقت سابق إنه «لم يعرض شيئاً على إيران»، مؤكداً أنه لم يجرِ أى اتصال مع الإيرانيين منذ تنفيذ الهجمات على منشآتهم النووية.
وتأتى تصريحات ترامب فى عقب جدل واسع حول طبيعة الضربات الجوية الأخيرة التى استهدفت مواقع نووية إيرانية، إذ ادعى الرئيس الأمريكى أنها دمرت بالكامل ثلاث منشآت رئيسية فى طهران فيما شككت تقارير استخباراتية مسربة فى حجم الضرر الفعلى، مشيرة إلى أن البرنامج النووى الإيرانى تأخر بضعة أشهر فقط.
ويتعرض ترامب لضغوط داخلية متزايدة لتوضيح استراتيجيته تجاه إيران، فى وقت تطالب فيه طهران المجتمع الدولى بتحقيق مستقل فيما وصفته بالعدوان الأمريكى– الإسرائيلى على منشآت صناعية كيميائية.
وأعلن رئيس السلطة القضائية الإيرانية، «محسنى إجئى» أن قادة النظام الإيرانى أعلنوا مراراً خلال العقود الماضية أنهم «لا يثقون بالأمريكيين». وأضاف إجئى: «رئيس الولايات المتحدة النجس والخبيث يغير مواقفه كل يوم، ولا يهمه أن يناقض نفسه فى أقواله».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «إسماعيل بقائى» فى مؤتمر صحفى «ينبغى النظر إلى هذه التصريحات فى سياق الألاعيب النفسية والإعلامية أكثر من كونها تعبيراً جاداً عن تفضيل الحوار أو حل المشكلات».
وأضاف بقائى أن بلاده لا يمكنها ضمان أمن مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد أيام من الهجمات على المواقع النووية. وأضاف أن الوكالة الدولية يجب أن تتصرف بعيداً عن النهج السياسى.
واعتبر أن التقرير الأخير للوكالة، الذى صدر قبل شن الهجمات الإسرائيلية على إيران، لم يكن ملائماً، وأصبح أساساً لصدور قرار سياسى من مجلس حكام الوكالة.
كان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، «رافائيل جروسى» قد نسف رواية ترامب قائلاً «مشروع إيران النووى لم يقبر بعد» وأكد جروسى- فى تقييم حذر وصريح- أن البرنامج النووى الإيرانى «لا يزال حياً»، وأن لدى طهران القدرة على استئناف تخصيب اليورانيوم خلال أشهر، ما يطرح تساؤلات كبرى بشأن فاعلية الضربات الأخيرة ويضعف السردية الأمريكية الإسرائيلية حول «القضاء التام» على هذا الملف الحرج.
ونددت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا فى بيان مشترك بتهديدات إيران بحق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسى، بعد الضربات الأمريكية والإسرائيلية على منشآت نووية فى إيران.
وجاء فى البيان الصادر عن وزراء خارجية الدول الثلاث: تدين فرنسا، وألمانيا والمملكة المتحدة التهديدات بحق جروسى ونجدد دعمنا الكامل للوكالة
كما أعربت الأرجنتين فى وقت سابق عن دعمها لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأرجنتينى، معتبرة أنه يواجه تهديدات من إيران.
وقالت وزارة الخارجية الأرجنتينية، فى بيان عبر منصة إكس «نعبر عن دعمنا الثابت لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسى، وندين بشدة التهديدات التى وجهتها إيران له» وأضاف بيان الوزارة «نحث سلطات هذا البلد على ضمان سلامته وفريقه بالكامل، والامتناع عن أى عمل من شأنه أن يعرضهم للخطر».
وأكد رئيس كلية العلوم السياسية فى جامعة طهران، «إبراهيم متقى»، فى برنامج تليفزيونى إيرانى: «إسرائيل وأمريكا تعتبران وقف إطلاق النار وسيلة لإعادة التسلح وتحسين قدراتهما العسكرية».
وأضاف: «المعطيات الحالية تشير إلى أن إسرائيل، بدعم من أمريكا، ستستأنف عمليتها العسكرية المفاجئة والتدميرية ضد إيران خلال مدة أقصاها أسبوع».
وأضاف «متقى» قائلاً إن على مسئولى الجمهورية الإيرانية ألا يأخذوا وقف إطلاق النار على محمل الجد.
كان وزير حرب الاحتلال الإسرائيلى، «يسرائيل كاتس» قد أعلن فى وقت سابق، أنه أصدر أوامر لقواته بإعداد خطة تنفيذية شاملة ضد البرنامج النووى والصاروخى الإيرانى، مع استمرار فرض السيطرة الجوية على أجواء طهران، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان وقف إطلاق النار بين البلدين.
ونشر كاتس، بياناً على منصة «إكس» (تويتر سابقاً) قال فيه إن هذه الخطة ستشمل أيضاً الرد على دعم إيران لما وصفه بالأنشطة الإرهابية ضد إسرائيل سنواصل العمل بشكل دائم لتحييد التهديدات المماثلة.
كما وجه كاتس تحذيراً ساخراً للمسئولين الإيرانيين قائلاً: «أنصح الثعبان الأبكم فى طهران أن يفهم ويحذر: عملية الأسد الصاعد كانت مجرد مقدمة للسياسة الإسرائيلية الجديدة بعد 7 أكتوبر. لقد انتهى عصر الحصانة».
وهددت إسرائيل إيران بشكل مباشر باغتيال وزير الخارجية عباس عراقجى، ونشرت الصفحة الرسمية للكيان الصهيونى باللغة الفارسية على منصة «إكس» (تويتر سابقاً) تهديداً صريحاً باغتيال عراقجى وذلك من خلال منشور تضمن صورته أثناء مشاركته فى مراسم تشييع ضحايا الحرب الإيرانية مع الكيان الصهيونى.
وجاء فى المنشور الإسرائيلي: «صبر إسرائيل تجاه الإرهابيين الذين يهددوننا قد نفد».