رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

غزة بلا قبور.. والحمى الشوكية تفترس الفلسطينيين

بوابة الوفد الإلكترونية

كبار قادة الاحتلال: الحرب انتهت فى القطاع.. ونطالب بصفقة الأسرى

 

صعدت اليوم إسرائيل محارقها النازية ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، واستشهد وأصيب المئات فى مراكز الشركة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات فيما ارتقى المصور الصحفى «إسماعيل أبوحطب» مع العشرات، وأصيب آخرون إثر تفجير الطيران الحربى الصهيونى لمبنى كافتيريا «الباقة» الواقع على شاطئ بحر غزة بالقرب من «مخيم الشاطئ» المكتظ بالنازحين خلال محاولات يائسة لالتقاط إشارة الإنترنت وشحن الهواتف النقالة.
وأعلنت إدارة مغسلة مجمع ناصر الطبى بمدينة خان يونس جنوب القطاع نفاد كمية القبور التى كانت مخصصة لدفن الشهداء والأموات فيما سجل المجمع الطبى رقماً قياسياً لحالات الحمى الشوكية بين الأطفال.
وأكد وصول 35 حالة مؤكدة، وحذر الأطباء من خطورة المرض على الملكات العقلية والحواس لدى الأطفال. وأشاروا إلى أن الازدحام الشديد فى خيام النزوح وضعف جهاز المناعة بسبب سوء التغذية يسرع انتشار العدوى.
وتواجه إدارة المجمع أوضاعاً كارثية فى ظل نقص الأدوية والأسرة، ما اضطر الطواقم الطبية لوضع بعض الأطفال المرضى على الأرض.
ودفعت الأزمة المتفاقمة العديد من العائلات إلى اللجوء للدفن الجماعى داخل قبر واحد، فيما تجاوزت تكلفة إنشاء القبر حاجز الألف شيكل (280 دولاراً)، بسبب الارتفاع الحاد فى أسعار مواد البناء، خاصة الأسمنت الذى بلغ سعر الكيس الواحد منه 800 شيكل، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الحجارة المستخدمة فى البناء.
كما لجأت بعض العائلات إلى حلول استثنائية، مثل إعادة استخدام قبور قديمة لأقارب توفوا منذ سنوات، أو الدفن فى مقابر غير رسمية، كما نشأت مبادرات فردية لإنشاء مقابر عائلية صغيرة يديرها أفراد من المجتمع برسوم رمزية مقارنة بالمقابر العامة.
وأكدت وزارة الأوقاف والشئون الدينية فى غزة أن الاحتلال استهدف بشكل مباشر 40 مقبرة من أصل 60 مقبرة، حيث دمر 21 مقبرة بالكامل و19 مقبرة تعرضت لدمار جزئى. وصعد الاحتلال من إجرامه بنبش القبور وسرقة جثامين الأموات والشهداء والتمثيل بها بطرق وحشية.
واضطر عشرات الآلاف من الفلسطينيين، فى الساعات 24 الأخيرة، إلى الفرار من الأحياء الشرقية لمدينة غزة، بعد تلقيهم تحذيرات إسرائيلية من هجوم عسكرى وشيك سيتصاعد ويتكثف ويمتد غرباً نحو قلب المدينة. 
ونشرت قوات الاحتلال رسائل على وسائل التواصل الاجتماعى تحث أهالى مناطق مكتظة على إخلاء منازلهم والتوجه جنوباً نحو منطقة المواصى الساحلية، وهى بقعة ضيقة ومكتظة أصلاً ولا تتوفر فيها بنية تحتية كافية لاستيعاب مزيد من النازحين، ونقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن شهود عيان أن مشاهد الفوضى عمت شوارع غزة، حيث هرعت عائلات بأكملها لجمع ما تبقى لها من متاع وطعام، محملة أمتعتها على عربات تجرها الحمير أو دراجات أو سيارات متهالكة، وسط أجواء يلفها الخوف والقلق.
وأكد مراقبون أن استراتيجية الاحتلال القائمة على إصدار تحذيرات لأهالى القطاع بإخلاء مناطقهم لا تختلف، فى آثارها المدمرة، عن التهجير القسرى الذى يعد انتهاكاً للقانون الدولى الإنسانى.
وأشاروا إلى افتقار مناطق الإيواء المؤقتة مثل المواصى لأدنى مقومات الحياة، وتعانى الاكتظاظ الشديد ونقص الغذاء والماء والرعاية الصحية، ما يحول النزوح إلى كارثة إنسانية مضاعفة.
وأكد ضباط كبار فى الاحتلال الإسرائيلى، أن الحرب على القطاع استنفدت نفسها فى حين أن موقف حركة حماس ثابت ولم يتغير.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عن الضباط قولهم إنهم لا يرصدون تغييراً فى شروط الحركة من أجل إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى فى عقب الحرب على إيران، مع أن تقديرات تل أبيب تشير إلى أن حماس معنية بالتوصل إلى اتفاق.
وأوضحوا أن الحرب على غزة استنفدت نفسها، بسبب إرهاق القوات من جهة، وبسبب عدد القتلى المرتفع فى صفوفها منذ أن انتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار واستأنفت الحرب على غزة فى مارس الماضى. وقال ضابط كبير للصحيفة إنه «لا توجد ضربة نوجهها إلى حماس بعد سنتين من الحرب، وفى وضع الحركة الحالى التى ستؤدى إلى نتيجة مختلفة عن تلك التى نتواجد فيها اليوم».
وأوضحت الصحيفة أن جهاز الأمن الإسرائيلى يرجح احتمالات التوصل إلى اتفاق، بالنظر إلى تغيير فى الرأى العام الإسرائيلى، الذى بات يؤيد إنهاء الحرب من خلال اتفاق تبادل أسرى، وإلى احتجاجات عائلات الجنود المنهكين، والتراجع العام فى تأييد الجمهور الإسرائيلى لأهداف الحرب.
وقدر الاحتلال الإسرائيلى أن قواته تسيطر على 60٪من قطاع غزة، مع توقعات باستكمال عملية «مركبات جدعون» خلال الأسابيع المقبلة وسيطرته على 80٪ من القطاع.
جاء ذلك خلال اجتماع عقد بين قيادة المنطقة الجنوبية فى الاحتلال والمستوى السياسى بالحكومة الإسرائيلية، لمناقشة المسار المستقبلى للعمليات العسكرية فى القطاع، وفقاً لما نقلته القناة 14 الإسرائيلية.
وطرحت قيادة الاحتلال خلال الاجتماع الذى شارك فيه أعضاء فى المجلس الوزارى المصغر، وفقاً للقناة، مسارين، الأول يتمثل فى صفقة تنهى الحرب الدائرة منذ أكثر من سنة ونصف فى غزة، والثانى هو المضى فى احتلال كامل للقطاع وإقامة إدارة عسكرية. ووفقاً لما نقلته القناة، فإن القوات أوضحت أن الخيار الثانى سيكون باهظ التكلفة ويتضمن ذلك أعداداً كبيرة من القتلى، وسقوط عدد من الرهائن، وأعباء اقتصادية كبيرة.