رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

حرائق ووفيات بسبب الطقس الحار

بوابة الوفد الإلكترونية

تزايد موجات الحر حول العالم بشكل غير مسبوق حيث يدفع الكوكب ثمن عقود من التلوث والانبعاثات فى مواجهة يصفها العلماء بأنها الأخطر فى التاريخ الحديث إذ لم تعد الحرارة مجرد ظاهرة فصلية بل تحولت إلى قاتل صامت يهدد الأرواح ويختبر قدرة المجتمعات على التكيف والبقاء.
فى تركيا اندلعت حرائق غابات قوية فى مقاطعة إزمير غرب البلاد واستمرت لليوم الثانى على التوالى مدفوعة برياح عاتية أجبرت السلطات على إخلاء قرى وأحياء بأكملها فرق الإنقاذ لجأت إلى استخدام الطائرات المروحية وجرارات مزودة بمياه فى محاولة للسيطرة على النيران التى حاصرت التلال وأحرقت الأشجار.
وفى فرنسا واجهت مقاطعة أود موجة حر شديدة تجاوزت فيها الحرارة ٤٠ درجة مئوية ما أدى إلى اندلاع حرائق التهمت مئات الهكتارات من الغابات وأجبرت السلطات على إخلاء موقع للتخييم ودير بالكامل هيئة الأرصاد الفرنسية رفعت تحذيرها إلى مستوى غير مسبوق ليشمل معظم المقاطعات وأعلنت وزارة التعليم إغلاق مئات المدارس بشكل جزئى أو كلى لحماية الأطفال من آثار الحرارة الشديدة.
الحرارة الشديدة امتدت إلى ألمانيا حيث تأثرت حركة الشحن فى نهر الراين بسبب انخفاض منسوب المياه مما أدى إلى زيادة تكاليف النقل البحرى بينما سجلت إشبيلية فى جنوب إسبانيا درجات حرارة قاربت 42 درجة مئوية بالتزامن مع استضافة المدينة لمؤتمر أممى حول المناخ.
الأرقام العلمية تقرع ناقوس الخطر إذ أظهرت بيانات خدمة كوبرنيكوس الأوروبية أن درجات حرارة سطح الأرض خلال الشهر الماضى تجاوزت المعدلات السابقة بفارق 14 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية حيث بدأت البشرية فى استخدام الوقود الأحفورى على نطاق واسع.
العلماء يؤكدون أن السبب الرئيسى لتسارع تغير المناخ هو الانبعاثات الناتجة عن احتراق الفحم والنفط والغاز مشيرين إلى أن العام الماضى كان الأكثر سخونة على الإطلاق على كوكب الأرض.
وتُقدر الأبحاث أن موجات الحر تتسبب فى وفاة نحو نصف مليون شخص سنويا وهو رقم يفوق ضحايا الحروب أو الإرهاب لكنه لا يزال أقل من عدد وفيات السيارات أو تلوث الهواء إلا أن حرارة الجو غالبا لا تُسجل كسبب مباشر للوفاة إذ تتسبب فى مضاعفة أمراض القلب والرئة والكلى ما يجعلها قاتلة بطريقة غير مباشرة وفق صحيفة الجارديان البريطانية.
أما الفئات الأكثر عرضة للخطر تشمل العمال فى الهواء الطلق مثل المزارعين وعمال البناء والمشردين بالإضافة إلى كبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة النساء أكثر تأثرا من الرجال والفقراء هم الأشد تضررا بسبب ضعف البنية السكنية وصعوبة الوصول إلى التكييف أو المساحات الخضراء.
وتزيد الرطوبة من معاناة الأجساد إذ تمنع العرق من التبخر بشكل فعال ما يرفع الإحساس الحرارى ويزيد من احتمالات الإجهاد وضربات الشمس بدرجات قد تكون قاتلة.
وأشارت التقارير إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يعود جزئيا إلى تراكم الغازات الملوثة التى تعيق خروج الإشعاع الشمسى من الغلاف الجوى كما تشير دراسات إلى أن تغير المناخ يضعف التيار النفاث ما يؤدى إلى ظهور القباب الحرارية التى تُبقى على درجات حرارة مرتفعة لفترات طويلة فى مناطق محددة.
ورغم أن الطقس البارد لا يزال يقتل أعدادا أكبر من الحار فى عدة مناطق حول العالم تشير نماذج مستقبلية إلى أن أعداد الوفيات الناتجة عن الحر سترتفع بسرعة تفوق تلك التى قد تنخفض بسبب اعتدال الشتاء وهو ما رصده باحثون فى أكثر من 850 مدينة أوروبية.
وبدورهم يدعو الخبراء إلى التحرك العاجل عبر خفض انبعاثات الكربون وحماية الغابات وإعادة تصميم المدن لتقليل تأثير الخرسانة والسيارات وزيادة المساحات الخضراء كما أن المبانى المزودة بأنظمة تبريد فعالة ونظم الإنذار المبكر قادرة على تقليل الخسائر البشرية بشكل كبير.
وللوقاية الشخصية ينصح الأطباء بالابتعاد عن أشعة الشمس فى ساعات الذروة والبقاء فى أماكن ظليلة وإغلاق النوافذ نهارا وفتحها ليلا عند انخفاض درجات الحرارة مع ارتداء ملابس خفيفة وشرب الماء بانتظام وعدم التردد فى التواصل مع من قد يكون معرضا للخطر فى محيطك.