ارتفاع محاولات الانتحار بين الفتيات في بريطانيا لهذا السبب الصادم
الانتحار بين الفتيات .. تشير بيانات حديثة صادرة عن هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا إلى تصاعد مقلق في معدلات إيذاء النفس ومحاولات الانتحار بين السكان، خاصة بين الشابات.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تكشف الأرقام التي وصفت بـ"الصادمة" عن أزمة متفاقمة في الصحة النفسية، في ظل تزايد الضغوط الاجتماعية والاقتصادية وتراجع قدرة النظام الصحي على الاستجابة.
ربع الشابات أقدمن على إيذاء أنفسهن
بحسب التقرير، فإن أكثر من ربع الفتيات في إنجلترا، ممن تتراوح أعمارهن بين 16 و24 عامًا، أفدن بإقدامهن على إيذاء أنفسهن، وهو رقم قياسي مقارنة بإحصاءات عام 2000 التي سجلت نحو 20 حالة فقط لكل 100 فتاة في الفئة العمرية ذاتها.
كما أبلغ واحد من كل عشرة بالغين عن سلوكيات إيذاء النفس، وهو ما يعكس تضاعف الأرقام خلال العقدين الماضيين.
محاولات الانتحار تصل إلى 4 ملايين شخص سنويًا
البيانات نفسها تشير إلى أن نحو واحد من كل 100 شخص في إنجلترا حاول إنهاء حياته خلال عام واحد، وهي أعلى نسبة يتم تسجيلها على الإطلاق. ووفق تقديرات الجمعيات الخيرية، فإن هذا يعادل قرابة 4 ملايين شخص حاولوا الانتحار في غضون 12 شهرًا، مقارنة بشخص واحد فقط من بين كل 200 شخص عام 2000.
النساء والشباب في قلب العاصفة
تشير الأرقام إلى أن النساء، خاصة الشابات، هن الأكثر تضررًا من أزمة الصحة النفسية، إذ تعاني واحدة من كل ثلاث فتيات تحت سن 24 عامًا من أعراض اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب الوسواس القهري.
أما بين الرجال، فقد ارتفعت نسبة من يعانون من مشكلات نفسية إلى 17%، وهو رقم أعلى مما سجل في السنوات الماضية.
دعوات عاجلة للتدخل وتخصيص التمويل
ووصفت منظمات الصحة النفسية الأوضاع بـ"الكارثية"، محذرة من أن النظام الصحي يعاني من نقص التمويل والقدرات، ولا يستطيع التعامل مع حجم الأزمة.
وأكدت الدكتورة سارة هيوز، الرئيسة التنفيذية لمنظمة مايند، أن الصدمات الناجمة عن جائحة كورونا وأزمة غلاء المعيشة ساهمت في تفاقم الوضع، مطالبة بزيادة الاستثمار في خدمات الدعم النفسي والوقاية من الانتحار.
انتقادات لإجراءات الحكومة وغياب التمويل الكافي
رغم إعلان الحكومة عن خطط لتقريب خدمات الرعاية الصحية من المجتمع والتركيز على الوقاية، إلا أن خبراء الصحة يرون أن غياب التمويل الوطني والمحلي للوقاية من الانتحار يقوض تلك الجهود.
وشددت الجمعيات الخيرية، على أن الاستثمار في الوقاية لم يعد خيارًا بل ضرورة حتمية، في ظل الأرقام التي تظهر أن ربع البالغين مروا بأفكار انتحارية خلال حياتهم.
الرجال الأكثر عرضة للانتحار
رغم أن النساء يتصدرن مشهد اضطرابات الصحة النفسية، إلا أن الرجال ما زالوا الفئة الأكثر عرضة للانتحار الفعلي، إذ تشير بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية إلى أن ثلاثة أرباع حالات الانتحار المسجلة في إنجلترا وويلز العام الماضي كانت بين الرجال.
وفي ظل هذه المؤشرات المقلقة، يطالب خبراء الصحة النفسية بوضع خطة وطنية متكاملة للتعامل مع الأزمة، تشمل توفير التمويل الكافي، ودعم المنظمات الخيرية، وتوسيع نطاق خدمات العلاج النفسي والوقاية، مع التركيز بشكل خاص على الشباب والفئات الهشة في المجتمع.