أمريكا تدخل على خط الصراع.. وخبراء يحذرون: الشرق الأوسط على حافة الانفجار

هز التدخل الأمريكي على خط الصراع بين إيران وإسرائيل منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل التصعيد المتسارع في المنطقة ووسط أنباء عن ضربات أمريكية جديدة استهدفت مواقع داخل إيران.
فيما تزداد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى موجة جديدة من التوترات والصراعات، التي ستؤثر بحسب آراء الخبراء على الأجندة العربية ومنطقة الشرق الأوسط وسيؤثر على المجالات كافة.
الضربة الأمريكية بداية لصراعات مفتوحة:

حذر الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، من التداعيات الخطيرة للضربة الأمريكية الأخيرة التي استهدفت مواقع إيرانية، مؤكدًا أنها قد تكون نقطة انطلاق نحو صراعات إقليمية مفتوحة في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح فهمي، في تصريحات خاصة للوفد، أن العملية العسكرية الأمريكية لم تستهدف أصفهان فقط، بل تسعى للوصول إلى كامل المنشآت النووية الإيرانية، في إطار تصعيد متعمد لتأكيد الضربات السابقة وتعزيز الضغط العسكري.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى أن هذه التطورات ستؤدي إلى تغييرات عميقة في الداخل الإيراني، وقد تُمهّد الطريق نحو تغيير النظام، وهو ما سيتبعه، على حد تعبيره، تنفيذ مخططات إقليمية أوسع.
كما شدد فهمي، على أن المفاوضات المقبلة ستتخذ مسارين رئيسيين: أمريكي– إيراني، وإسرائيلي– إيراني، مما يعكس حجم التعقيد والخطورة في المرحلة المقبلة.
وختم تصريحه بالتأكيد على أن الأمن العربي سيكون المتضرر الأكبر من هذه التوترات، محذرًا من أن تطور الأحداث قد يدفع نحو حرب إقليمية واسعة النطاق، ذات كلفة باهظة على الدول العربية.
حلف الأشقاء:

دعا المحامي مهني يوسف إلى تأسيس تحالف عربي موحد تحت اسم "حلف الأشقاء"، مؤكدًا أن المرحلة الحالية تتطلب قوة رادعة تحمي الأمن القومي العربي من التهديدات المتصاعدة.
وقال يوسف في تصريح خاص لبوابة الوفد: "القوة أولًا... ثم يأتي السلام"، في ردٍّ مباشر على تصريحات رئيس وزراء الكيان المحتل، التي وصفها بأنها "تكشف منطقًا عدوانيًا يهدد الاستقرار الإقليمي ويستوجب ردًا عربيًا موحدًا يتجاوز الاستنكار اللفظي إلى الفعل المؤسسي الجماعي".
وأضاف: "لقد مللنا من عبارات الإدانة والاستنكار، في حين يُعلن العدو صراحة أنه اليد الباطشة في الشرق الأوسط، أما نحن فلدينا من الموارد والرجال ما يكفي لبناء حائط صد لا يهدد أحدًا، لكنه يمنع كل من يفكر بالاقتراب من خطوطنا الحمراء".
وأكد يوسف أن "حلف الأشقاء" يجب أن يكون قوة عربية ضاربة ومظلة سيادية تحمي المصالح العربية، معتبرًا أن التفاوض بدون قوة "وهم خطير" لا يصنع سلامًا حقيقيًا.
وأشار إلى أن بناء التحالف يبدأ من تحالف القاهرة والرياض، واصفًا مصر بأنها "قلب العروبة النابض، بجيشها العريق الذي لم يُهزم في عقيدته"، والسعودية بأنها "قوة قيادية تجمع بين الحزم والرؤية، وتحفظ التوازن الإقليمي".
واختتم بالقول: "إذا اجتمع السيف والعزم، والثروة والإيمان، تولدت أمة لا تُهزم. تحالف القاهرة والرياض ليس أمنية، بل قدر عربي محتوم، ومنه تبدأ الانطلاقة نحو وحدة عربية حقيقية تصنع السلام، وتحمي السيادة، وتعيد للأمة كرامتها".
خطة عمل استراتيجية واضحة لمواجهة التحديات الإقليمية:

صرّح المحلل السياسي جمال أسعد بأن الأحداث التي وقعت فجر اليوم لم تكن مفاجئة في مجملها، مشيرًا إلى أن الموقف الأمريكي تجاه الكيان الصهيوني ليس جديدًا، بل يأتي في سياق دعم مستمر ومعروف، وذلك لأن الولايات المتحدة كانت تدّعي سعيها لإجراء مفاوضات "تمويهية" مع إيران، في حين أن الإدارة الأمريكية، سواء في عهد ترامب أو غيره، تسعى لإخضاع إيران وفقًا للأجندة الإسرائيلية.
وأكد أسعد، في تصريح خاص لبوابة الوفد، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم ادعائه دعم السلام ورفض الحروب، كان يتصور أن إيران سترضخ بسهولة للمطالب الأمريكية. إلا أن الواقع يؤكد أن النظام الإيراني لن يستسلم، بل سيظل صامدًا حتى اللحظة الأخيرة، مع محاولته الحفاظ على ماء الوجه في أي تسوية محتملة.
كما أشار المحلل السياسي إلى أن القلق الحقيقي يتمثل في تنفيذ المخطط الصهيوني في المنطقة، خصوصًا من خلال محاولات فرض الإملاءات الإسرائيلية على إيران. وأكد أن الضربات والتوترات التي أعقبت السابع من أكتوبر أثرت على منطقة الشرق الأوسط بأكملها، موضحًا أن مصر ليست بمعزل عن هذه التأثيرات، بل إنها "مستهدفة" أيضًا وفق تعبيره.
وختم أسعد تصريحه بالتأكيد على ضرورة أن تضع مصر خطة عمل استراتيجية واضحة لمواجهة التحديات الإقليمية المقبلة، بما يحفظ استقرارها وأمنها القومي.