رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

"الفيوم" مدينة الأولياء ومقامات الكرامات المتوارثة

مسجد ابو جراب فى
مسجد ابو جراب فى الفيوم

تحظى مدينة الفيوم بمكانة فريدة بين المدن المصرية، ليس فقط بجمال طبيعتها، بل بما تحتضنه من إرث روحاني عميق يتمثل في كثرة مقامات الأولياء التي تنتشر في أحيائها، خاصة على ضفاف بحر يوسف، الذي يشق قلب المدينة. 

وتحمل شوارع ومناطق الفيوم أسماء هؤلاء الأولياء الذين ارتبطت بهم الحكايات الشعبية والموروثات المتناقلة جيلًا بعد جيل"الشيخ الصوفي"، "الساكت"، "الشيخة مريم"، "الشيخ حسن"، "الروبي"، "مرزبان"، "حبس الوحش"، "أبو الحمل"، "جاد الحق"، "سعد وسعيد"، و"أبو جراب".

ومن أبرز هذه المقامات، مسجد ومقام "أبو جراب"، القائم بشارع الجمهورية على ضفاف بحر يوسف، بين كوبري المبيضة والمطافئ.. يروى سكان الفيوم أن شيخًا بسيطًا كان يقيم في هذا المكان قديمًا، وعُرف بورعه وصفائه، وعندما عثر على "جراب" مملوء بالنقود، قرر أن يخصصه لفعل الخير، فأنشأ به مسجدًا، وعندما توفي، أقام له الأهالي مقامًا داخل المسجد تخليدًا لذكراه.

لكن الحقيقة التي يسردها الدكتور إبراهيم عبد العليم حنفي، أستاذ الأدب الشعبي بأكاديمية الفنون، تكشف عن بُعد تاريخي أعمق، مؤكدًا أن "أبو جراب" هو أحد أولياء الله الذين ظهروا في الفيوم خلال العصر المملوكي (1250 – 1517م)، وكان دائمًا يحمل جرابًا لا يفارقه، وهو ما ألهم العامة لتسميته بهذا الاسم، وعاش فترة من الزمن في المقابر، ثم اعتاد قضاء لياليه في الموضع الذي بُني عليه المسجد لاحقًا.

ويضيف الدكتور حنفي أن المسجد كان في بداياته مبنيًا من الطوب اللبن، ودفن الشيخ في مقام يقع بخلفيته، والذي تم تجديده وتطويره عام 2016. 

ويُعد المسجد من المعالم البارزة، إذ يقع على ارتفاع نحو عشرة أمتار من سطح الأرض، ويُصعد إليه بسلالم حجرية، وتزينه قبة مرتفعة وزخارف إسلامية بديعة.

ويؤكد حنفي أن الاسم الأصلي للشيخ ما زال مجهولًا، وأن "أبو جراب" مثل غيره من أولياء الفيوم الذين عُرفوا بصفاتهم المميزة، فالشيخ "الساكت" لم يكن يتحدث قط، والشيخ "جاد الحق" اشتهر بقوله الحق حتى عندما شهد ضد والده في واقعة سرقة، و"أبو الحمل" كان يحمل هموم النساء اللواتي يشكون أزواجهن، و"حبس الوحش" نُسبت له كرامة حبس ذئب عن التهام أغنام، بل وقيل إنه كان يحبس الجن عن إيذاء الناس.

ويختتم الدكتور حنفي بالإشارة إلى أن أصول أغلب أولياء الفيوم تعود إلى المغرب، مشيرًا إلى وجود "شارع المغاربة" قديمًا – والمعروف اليوم باسم "القصبة" – حيث كان المغاربة يبيعون فيه منتجاتهم ويقيمون طقوسهم.

7
7
45
45
233
233
567
567
677
677
777
777
3445
3445
5666
5666
77777
77777
ابراهيم عبد العليم حنفى
ابراهيم عبد العليم حنفى