رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

"فيفا" يجامل ترامب على حساب أندية العالم

بوابة الوفد الإلكترونية

أجمع عدد كبير من خبراء الكرة على أن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لم يكن موفقًا في تنظيم كأس العالم للأندية، ولا في اختيار مكان إقامتها. وأكدوا أن اختيار الولايات المتحدة الأمريكية لتنظيم هذا الحدث ليس مناسبًا أبدًا، وفيه مجاملة واضحة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

رغم ادعاء النجاح، إلا أن جميع الطرق تؤكد الفشل، ولكن على ما يبدو أن “فيفا” لم يفقد الأمل في إنجاح مشروعه، المسمى بمونديال الأندية، الذي أقر المشاركون به والغائبون عنه كذلك، بحقيقة فشله، وأن الاتحاد الدولي لكرة القدم كان يود تسلق شجرة الإيرادات لسد العجز المالي لإدارة دونالد ترامب، بل و”كسب ود” الرئيس الأمريكي على حساب فرق العالم من مختلف القارات.

وأراد “الفيفا” إعادة تشكيل خريطة كرة القدم العالمية على مستوى الأندية، باستثمارات إجمالية ضخمة تلامس ملياري دولار – “أرباح وميزانية مخصصة”، إلا أن الحماس الجماهيري يبدو باهتًا، والإرهاق على اللاعبين واضحًا، وحرارة الطقس والرطوبة العالية “زادوا الطين بلة”.

ورغم الزخم التسويقي الهائل الذي يحاول “الفيفا” إعطاءه للبطولة، فهي تواجه أسباب فشل متعددة، أبرزها المدرجات الخاوية والملاعب الفارغة نتيجة عزوف الجمهور، وهو ما جعل الفيفا نفسه يعلن عن تخفيضات غير مسبوقة لأسعار التذاكر.

ولجأ مجلس جياني إنفانتينو إلى حيلة مبتكرة لعدم إظهار المدرجات خاوية، في ظل الانتقادات بضعف عملية شراء تذاكر دور المجموعات، وانشغال الجمهور الأمريكي بلعب أخرى أكثر شعبية هناك، وقرر نقل مكان المشجعين في المباريات إلى موقع وجود كاميرات التلفزيون، في محاولة واضحة لجعل ملاعب كأس العالم للأندية تبدو ممتلئة.

والمعروف أن بلاد العم سام لا تعتمد كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى هناك، وبالتالي فهي رياضة “ثانوية”، تفتقد الجماهيرية، ولعل الاستثناء الوحيد لديها، هو قدوم الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، الذي أحيا – كونه اللاعب الأكثر تتويجًا بالكرة الذهبية – الأمل للساحرة المستديرة.

وما يؤكد ذلك، أن مشاركة إنتر ميامي في كأس الأندية 2025 غير عادلة، فالنادي الأمريكي تأهل رغم خروجه المبكر من التصفيات، ولكن الاتحاد الدولي وجد في ليونيل ميسي “طوق النجاة”، من أجل تهافت الجماهير على ملاعب البطولة.

وبعيدًا عن العوامل الفنية والإدارية، نأتي إلى صفقة حقوق البث التلفزيوني التي وُقّعت مع منصة “دازن”، ورفعت سقف العائدات إلى نحو ملياري دولار.. ومع هذه الأرقام، أعلن الفيفا عن جوائز إجمالية بقيمة مليار دولار، منها 125 مليون دولار للبطل – أي أكثر بنسبة 25% مما حصل عليه باريس سان جيرمان بعد فوزه بدوري أبطال أوروبا.

وهناك عامل فشل آخر، ما وجه سهام الانتقادات إلى الفيفا، وهو الإنهاك البدني للاعبين وسط جدول مزدحم وشاق، خاصة في القارة الأوروبية.

ورغم السخاء المالي في المنح والأرباح المخصصة للأندية، لم يبدد اعتراضات اللاعبين أو اتحادات الدوريات الكبرى، فقد تقدم اتحاد اللاعبين المحترفين بدعوى قانونية ضد الفيفا، محذرًا من أن الجدول الجديد يقضي على فترات الراحة بين المواسم، ويضاعف من خطر الإصابات، ويعرضهم لإنهاك بدني يؤثر على مردودهم خلال العودة للبطولات المحلية للموسم الجديد، المقرر انطلاقه في أغسطس المقبل.

واشتكى المشجعون من طوابير طويلة في ظل الحر الشديد، ومحدودية المناطق المظللة، وقيود على دخول المياه، حيث غادر الكثير في استراحة الشوط الأول؛ بسبب الجفاف والخوف من الإغماء، ما يثير مخاوف بشأن سلامة المشجعين واللاعبين.

وتشهد ميامي ولوس أنجلوس درجات حرارة تقارب 35 درجة مئوية، مع نسبة رطوبة تتراوح بين 70% و80%.. وهو ما جعل الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين “فيفبرو” يحذر الفيفا أن الظروف المناخية للمونديال تشكل خطرًا صحيًا خطيرًا على اللاعبين، ورفع دعوى قضائية في العاصمة البلجيكية بروكسل، اتهم فيها الفيفا بتجاوز بفرض نظام غير مستدام لمدة أربعة أسابيع، مما يُعرّض اللاعبين لخطر الإرهاق في ظل رطوبة شديدة وحرارة قاسية.

وبالفعل، أقر لاعبو بوروسيا دورتموند الألماني، وأتلتيكو مدريد الإسباني، وباريس سان جيرمان الفرنسي، أن التعرق الشديد من الحر والرطوبة أضر بجودتهم الفنية والبدنية، وأنهم شعروا بألم كبير في أصابع القدم، نتيجة ارتفاع درجة حرارة الملاعب.

وتعاني الفرق العربية من عدة عوامل في مونديال الأندية، ما بين الحرارة والرطوبة والسفر، حيث ستقطع مسافات كبيرة بين الملاعب، في ظل طقس حار جدًا، وهو ما يؤثر سلبًا على جودة اللاعبين، والإرهاق البدني المفرط.

وتشارك 5 أندية عربية في النسخة التاريخية الأولى من بطولة كأس العالم، وهي: الأهلي، والترجي التونسي، والوداد المغربي، والهلال السعودي، والعين الإماراتي.