نظرة امل
لا يخفى على أحد أن خريطة الشرق الأوسط تُعاد صياغتها من جديد تحت واقع نيران مشتعلة، وتحولات متسارعة، وتحالفات ترتبك وتُعيد ترتيب أوراقها كل صباح، وفى قلب هذا المشهد، تقف مصر بثبات العارف بحجم مسؤوليته، تدافع عن أمنها القومى، وتتصدى لمحاولات زعزعة استقرارها من الداخل والخارج.
تشتعل المنطقة من حولنا، والكيانات تتساقط، والتحالفات تتبدل، وأصوات الحرب تطرق أبواب الجميع، وفى ظل هذه العواصف المتلاحقة، لا بد أن نعلنها صريحة: الجبهة الداخلية هى خط الدفاع الأول عن مصر، وبدونها يصبح أى انتصار خارجى هش، مؤقتًا، وربما زائفًا، هنا يأتى دور مؤسسات الدولة، بكامل طاقتها، وعلى رأسها الأحزاب السياسية، التى يجب أن تخلع رداء الخلافات والمجاملات، وتلبس درع المسؤولية الوطنية، فالأحزاب ليست ديكورًا ديمقراطيًا، ولا مقاعد فى مؤتمرات او برلمانات، بل هى قلاع توعية ومصانع وعى سياسى.
لقد أصبح واضحًا أن حدودنا لم تعد مجرد خطوطاً جغرافية، بل جبهات مشتعلة سياسيًا وأمنيا، من غزة شرقًا، إلى السودان جنوبًا، إلى المتوسط حيث تتحرك أساطيل القوى الكبرى، وفى لحظة كهذه لا يصح أن يعلو صوتا فوق صوت الوطن، لذا وجب علينا اليوم أن نغلق أبواب الفُرقة، ونوحد الصفوف، ونقف صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية، لا تأليهًا لأشخاص، بل وفاءً لوطن، وحرصًا على دولة، وإيمانًا بأن مصر، حين تحتشد بإرادة أبنائها تنتصر على أعدائها
حفظ الله مصر.