زبدة اللوز أم زبدة الفول السوداني: من تتفوق في القيمة الغذائية؟

في عالم التغذية الصحية، غالبًا ما تثير زبدة المكسرات جدلًا واسعًا بين المتخصصين والمستهلكين على حد سواء، خاصة عند المقارنة بين زبدة اللوز وزبدة الفول السوداني.
ويتميز كلاهما بالعناصر الغذائية الأساسية ويشكلان وجبة خفيفة محببة، لكن هل أحدهما يتفوق على الآخر من الناحية الصحية؟ في هذا التقرير، نستعرض الفروق الدقيقة بين النوعين لتحديد الخيار الأفضل، بحسب ما سردته مجلة “ذا هيلث”، من حقائق علمية.
مقارنة غذائية دقيقة
تتشابه زبدة اللوز وزبدة الفول السوداني في السعرات الحرارية والدهون، إلا أن التفاصيل تكشف عن تباينات مهمة. زبدة الفول السوداني تحتوي على نسبة بروتين أعلى قليلاً، فضلًا عن نسبة جيدة من حمض الفوليك، وهو ضروري لوظائف المخ ونمو الخلايا. في المقابل، تتفوق زبدة اللوز في محتواها من الألياف، وفيتامين هـ، والحديد، والنحاس، والمغنيسيوم – وهي عناصر أساسية لصحة المناعة، والدورة الدموية، واستجابة الجسم للتوتر.
الفوائد الصحية المتعددة
زبدة الفول السوداني تبرز كخيار غني بالبروتين، مما يعزز وظائف المناعة وبناء العضلات. كما تحتوي على الدهون الأحادية غير المشبعة، والتي تُعرف بقدرتها على تقليل الكوليسترول الضار ودعم صحة القلب. وتشير دراسات إلى أنها قد تساعد أيضًا في استقرار مستويات السكر في الدم وتحسين الصحة الإدراكية.
من ناحية أخرى، تستمد زبدة اللوز قوتها الغذائية من احتوائها على تركيزات عالية من المغذيات الدقيقة. تناول اللوز بشكل عام مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، وتحسين صحة الأمعاء، ودعم الوزن الصحي. كما توفر زبدة اللوز قدرًا أعلى من الألياف، ما يساهم في تحسين الهضم وتعزيز الإحساس بالشبع.
رغم فوائدهما، لا يخلو النوعان من محاذير. الحساسية من الفول السوداني والمكسرات تُعد من أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعًا، لذا ينبغي الحذر عند الاستهلاك. بالإضافة إلى ذلك، قد تحتوي بعض الأنواع التجارية على سكريات مضافة أو زيوت مهدرجة، ما قد يقلل من الفوائد الصحية. كما أن كثافة السعرات الحرارية تتطلب تناولًا معتدلًا، خصوصًا لمن يسعون إلى التحكم بالوزن.
النكهة والاستخدامات
الاختلاف في الطعم قد يكون العامل الحاسم للبعض. زبدة الفول السوداني تتميز بنكهات أقوى وقوام أكثر كثافة، بينما تقدم زبدة اللوز نكهة أكثر نعومة وغنى. كلاهما يستخدم بسهولة في السندويشات، العصائر، المخبوزات، أو حتى كإضافة لوجبات الإفطار والصلصات.
من الأفضل؟
من منظور غذائي شامل، تحتل زبدة اللوز المرتبة الأولى بفضل تنوع مغذياتها الدقيقة. لكن زبدة الفول السوداني لا تزال تقدم فوائد واضحة، خاصة في محتواها من البروتين وحمض الفوليك. الخلاصة أن الخيار الأفضل يعتمد على احتياجاتك الغذائية الفردية وتفضيلاتك الشخصية، مع التأكيد على اختيار الأنواع الطبيعية غير المحلاة والابتعاد عن المنتجات المعالجة.