فتش عن الخيانة.. من البيجر إلى السيارات المفخخة

فيما تتلقى إيران الضربات الصهيوينة فى قلب مواقعها الاستراتيجية إلا أن صدى الخيانة الذى يفوح من غرف النظام الإيرانى بتفجيرات السيارت فى شوارع العاصمة طهران يتجاوز قوة الضربات المسددة فى مرمى الكيان اللقيط ويعيد للأذهان «تفجيرات البيجر» التى هزت لبنان مستهدفة حزب الله أحد أذرع إيران الذى فقد أمينه العام «حسن نصرالله» ورجال صفه الأول فى سبتمبر الماضى سبقه من اغتيال رئيس مكتب حركة حماس «إسماعيل هنية» فى ابريل الماضى.
وعلى الرغم من كشف وزارة الاستخبارات الإيرانية عن واحدة من أجرأ العمليات الاستخبارية فى التاريخ الحديث بحصولها على أرشيف سرى يضم تفاصيل البرنامج النووى الإسرائيلى وبرامجه العسكرية الحساسة فإن طهران فشلت حتى اللحظة فى توظيف ما وصفه وزير المخابرات الإيرانى إسماعيل خطيب بالكنز الدفين مما يلقى بظلال من علامات الاستفهام المريبة.
وربما أذاع النظام الإيرانى تفاصيل كنزه الدفين لاستعراض العضلات للتفاخر، فى سابقة استخبارية غريبة تعلن فيها طهران العملية قبل استثمارها، لردع تل أبيب.
كشفت المواجهات بين الجانبين عن جهد استخبارى إسرائيلى عميق داخل الأراضى الإيرانية سواء فى المؤسسات أو المنظومة العسكرية وذلك فى ظل حالة من عدم اليقين والفشل فى تفسير النيات الإسرائيلية والأمريكية، مع تفاؤل داخل أوساط الساسة الإيرانيين صاحب النووى التى استضافتها سلطنة عمان وانعكس ذلك على مستوى الإجراءات الأمنية.
وجاء الإطباق المبكر على مجموعة من الأهداف الإيرانية البشرية والإدارية، وذلك بالاختراق البشرى والمراقبة التقنية والأقمار الصناعية صادما بوضع طهران تحت المجهر الإسرائيلى بشكل مستديم لضمان عدم غيابها عن رادار الاستهداف.
وعزز تعاون استخباراتى من عملاء محليين مع ضباط الموساد وشعبة أمان الإسرائيلية، بنقل معدات عسكرية إلى العمق الإيرانى لاستهداف أصول بشرية وإدارية من الداخل راح ضحيتها أكثر من 14 عالما فى الطاقة النووية فقدتهم طهران لليوم الرابع على التوالى منذ اندلاع المواجهات فجر الجمعة الماضي.
لقد نجح الكيان الصهيونى فى إحداث خرق جسيم فى الأمن القومى الإيرانى، بالنظر إلى حجم الأضرار التى نجمت عن الهجوم الإسرائيلى، ومستوى القادة العسكريين وعلماء الذرة الذين اغتيلوا فى الهجوم.
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن قوات الأمن تمكّنت من ضبط شاحنتين محملتين بطائرات مسيّرة إسرائيلية فى محافظة لورستان الواقعة غرب طهران، فى عملية وُصفت بأنها نوعية.
وكشفت مصادر عبرية عن أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلى «الموساد» أنشأ قاعدة عسكرية داخل إيران، حيث تم تخزين مسيّرات مفخخة هرّبت إلى الداخل الإيرانى منذ وقت طويل، واستخدمت هذه الطائرات فى الهجوم على منشآت عسكرية ونووية إيرانية.
وأكد رئيس نقابة مديرى مراكز الأبحاث والدراسات الإيرانية «عماد آبشناس» إن معظم عمليات الاغتيال التى نفذتها إسرائيل خاصة فى مدينة طهران تمت عبر المسيرات التى هرّبها عملاء إسرائيل إلى الداخل الإيرانى.
وأضاف آبشناس أن هذه الهجمات تكشف عن وجود جواسيس ناشطين فى الداخل الإيرانى، مؤكدا أن ذلك يشير أيضا إلى وجود استهانة واستهتار فيما يتعلق بالأمور الأمنية التى أدت إلى وقوع هذه الكارثة، مشيرا إلى أن تمركز سكن رجال الحرس الثورى فى العاصمة طهران ووجود القادة فى منازلهم وفى مبنى واحد أدى إلى هذه الكارثة وسهل على جواسيس الكيان الصهيونى عملية رصدهم.