رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

ضربة إيرانية تحرق «عقل إسرائيل»

بوابة الوفد الإلكترونية

احترق معهد وايزمان للعلوم فى مدينة رحوفوت إثر تعرضه لضربة مباشرة قالت مصادر فى الإعلام العبرى إنها جاءت ضمن الهجوم الإيرانى الأخير الذى استهدف مواقع استراتيجية داخل العمق الإسرائيلى، وصفت بأنها «الأكثر دقة وإيلامًا» منذ بداية التصعيد المتبادل بين طهران وتل أبيب.
وبحسب ما أوردته قنوات إسرائيلية بينها القناة 12 وموقع «واى نت»، فإن أحد الصواريخ الإيرانية أو المسيرات الانتحارية المتقدمة أصاب مجمع المختبرات المركزية داخل معهد وايزمان، مما أدى إلى اشتعال النيران فى عدة مبانٍ بحثية واندلاع سلسلة انفجارات داخلية نتيجة احتراق مواد كيميائية حساسة كانت تستخدم فى تجارب متقدمة. فرق الإطفاء التى هرعت إلى المكان واجهت صعوبة فى احتواء الحرائق بسبب امتداد اللهب إلى عدة طوابق وانبعاث غازات سامة.
المعهد الذى يعد القلب العلمى لإسرائيل، وواجهة الأبحاث الفيزيائية والبيولوجية الدقيقة، تعرض لأضرار وصفت بأنها «كارثية». وبحسب مصادر من داخل المعهد، فإن الضربة دمرت بشكل كامل قسمين رئيسيين من منشآت أبحاث النانو والتكنولوجيا الحيوية، إضافة إلى فقدان مئات العينات والتجارب التى لا يمكن تعويضها.
امانه الاحتلال فى البداية عن تأكيد أو نفى الضربة، واكتفى ببيان مقتضب أشار فيه إلى «سقوط جسم معادٍ على منشأة مدنية فى منطقة رحوفوت»، دون الإشارة إلى أن الهدف كان أحد أكثر المراكز البحثية حساسية فى إسرائيل. غير أن القناة 13 العبرية كشفت أن المنظومة الدفاعية لم تتمكن من رصد الجسم المهاجم فى الوقت المناسب، وسط حديث عن «ثغرات حرجة» فى نظام القبة الحديدية عند التعامل مع مسيرات منخفضة الارتفاع وذات توقيع رادارى منخفض.
وتعتبر هذه الضربة ضربة رمزية ومعنوية ثقيلة لإسرائيل، إذ إن معهد وايزمان يشكل رمزًا للتقدم العلمى والتكنولوجى، ويستخدم كمختبر خلفى لعدد من المشاريع التى لها امتدادات أمنية وعسكرية، من خلال شراكات مع شركات إسرائيلية عاملة فى مجالات السايبر والطائرات بدون طيار والتقنيات الطبية الدقيقة. كما أن المعهد يعمل تحت إشراف هيئة الأبحاث التابعة لوزارة العلوم والابتكار، ويرتبط بمشاريع سرية جزئيًا لصالح الأمن القومى الإسرائيلى.
صحيفة «يسرائيل هيوم» وصفت ما جرى بأنه «زلزال علمى وأمني»، فيما قالت «هآرتس» إن ما حدث فى رحوفوت يعد دليلًا واضحًا على أن إيران قررت تجاوز الخطوط الرمزية، وضرب إسرائيل فى نقاط تفوّقها النوعى لا فقط العسكرى. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمنى سابق قوله إن «إسرائيل ستضطر إلى مراجعة خطط الدفاع عن مراكزها الحساسة، لأن الحرب لم تعد تخاض فقط على الجبهات الحدودية».
فى المقابل، لم تصدر إيران بيانًا رسميًا يتبنى استهداف معهد وايزمان تحديدًا، لكن وكالة «تسنيم» الإيرانية كانت قد نشرت خلال الأسابيع الماضية تقارير تصنف المعهد ضمن «بنية تحتية استراتيجية تابعة لمشاريع أمنية صهيونية»، ما فسره البعض على أنه تمهيد إعلامى لاستهدافه ضمن بنك الأهداف الإيرانى.
تأسس معهد وايزمان للعلوم عام 1934 تحت اسم «معهد دانيال زيف»، قبل أن يعاد تسميته لاحقًا تكريمًا لمؤسسه الدكتور حاييم وايزمان، الكيميائى البارز الذى أصبح أول رئيس لدولة إسرائيل. ولد المعهد من رؤية تقوم على بناء دولة تُسندها المعرفة العلمية، لا القوة العسكرية فقط. منذ نشأته، لعب دورًا مركزيًا فى تطوير القدرات الأكاديمية والتكنولوجية لإسرائيل، واحتضن أبحاثًا أساسية فى الفيزياء والكيمياء وعلوم الأحياء والحاسوب، أنتجت عشرات براءات الاختراع والاكتشافات الرائدة، خاصة فى مجالات الطب والتقنيات الدقيقة. وكان المعهد أول مؤسسة فى الشرق الأوسط تطور تكنولوجيا مرتبطة بالفيزياء النووية، ويعتقد أنه شكل أحد المكونات غير المعلنة فى البنية التحتية العلمية لمشاريع إسرائيل الأمنية الحساسة، ما جعله فى العقود الأخيرة هدفًا افتراضيًا فى أى صراع مفتوح.