تعرضت للقصف خلال بث على الهواء.. من هي المذيعة الإيرانية التي تحولت لأيقونة؟

الإثنين 16/يونيو/2025 - 07:57 م

كتب - كريم مطر

في مشهد سيظل محفورًا في ذاكرة الإعلام العالمي، تحوّلت المذيعة الإيرانية سحر إمامي إلى رمز للشجاعة والثبات، بعدما واصلت قراءة الأخبار من قلب استوديو هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، في اللحظة نفسها التي تعرّض فيها المبنى لقصف إسرائيلي مباشر.

الواقعة التي صدمت العالم، وقعت مساء اليوم ، حين أعلنت مصادر رسمية إيرانية أن مبنى الإذاعة والتلفزيون في طهران كان هدفًا لهجوم صاروخي مفاجئ نفّذته إسرائيل ضمن سلسلة من الضربات التي وصفتها طهران بأنها "اعتداءات جبانة على السيادة الإعلامية والثقافية للجمهورية الإسلامية".

وسط هذا التصعيد، وبينما كانت أصوات الانفجارات تقترب وتدوي أرجاء العاصمة، ظلت سحر إمامي ثابتة خلف الميكروفون، تحافظ على هدوئها وتتلو الأخبار بوجه صامد وصوتٍ لا يرتجف. الكاميرات اهتزت للحظات، وتوقف البث جزئيًا، لكن سرعان ما عاد الصوت والصورة، لتواصل سحر النشرة بجملة وصفت بأنها "أبلغ من الرصاص": “نحن باقون، والكلمة أقوى من القصف”.

هذه اللحظة لم تمرّ مرور الكرام، إذ سرعان ما تحولت سحر إمامي إلى أيقونة شعبية داخل إيران، وتصدّر اسمها قوائم البحث على منصات التواصل الاجتماعي في عدة دول. النشطاء أطلقوا عليها ألقابًا مثل:
"المرأة الحديدية".
"سيدة الشاشة تحت القصف".
و"الصوت الذي لم يسكت رغم الدمار".

ردود الفعل الدولية انقسمت بين من أدان القصف الذي طال منشآت إعلامية، وبين من أبدى دهشته من شجاعة هذه الإعلامية، التي واجهت الموت المباشر بالحرف والكلمة، في مشهد يعكس قوة الإعلام في زمن الحروب.

ويُذكر أن سحر إمامي تعمل كمقدمة أخبار رئيسية في التلفزيون الرسمي الإيراني منذ سنوات، واشتهرت بمهنيتها العالية، إلا أن هذه الحادثة رفعتها إلى مصاف الرموز الوطنية في بلدها، بل وأعادت تعريف معنى "المذيع تحت النار" في ضمير الشعوب.

وفي ظل استمرار التصعيد، يبقى موقف سحر إمامي شاهدًا حيًا على أن الكلمة الحرة لا تُقصف… حتى وإن سقطت عليها الصواريخ.