عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

مستقبل الشرق الأوسط على كف «إسرائيل وإيران»

ﺧﺒﺮاء: ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى ﻓﻰ ﺻﺎﻟﺢ ﺗﻞ أﺑﻴﺐ ﺑﻔﻀﻞ أﻣﺮﻳﻜﺎ .. وﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺤﺮب ﻟﻢ ﺗﺤﺴﻢ ﺑﻌﺪ

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

السفير محمد مرسي: إيران دولة منهكة تحارب القوى العظمى بمفردها

فوزى العشماوى: مصر ستبقى قوة رئيسية فى المنطقة

زهدى الشامي: البلطجة الإسرائيلية غير المسبوقة «كارت إرهاب» لجميع دول المنطقة

 

 

مستقبل الشرق الأوسط رهن بنتيجة الحرب المشتعلة حالياً بين إسرائيل وإيران، وهى الحرب التى وصفها الخبراء بأنها الأخطر منذ حرب أكتوبر 1973

قال السفير محمد مرسي- مساعد وزير الخارجية الأسبق- وفقاً لمعطيات المشهد الحالى، فإن موازين القوى لصالح إسرائيل، وعلى الرغم من أن الوقت لا يزال مبكرا لمعرفة من سيحسم تلك المعركة لصالحة، إلا أن عناصر التأزم فى المشهد الإيرانى قد اتضحت معظم ملامحها، فقد تم استباحة أرضها وسمائها بعد صمود وتماسك دام سنوات أمام أقوى أجهزة المخابرات وأكبر اقتصاديات العالم، وعلى رأسها أمريكا ومعظم دول أوروبا التى تتعاون مع إسرائيل.

وأضاف: إيران الآن دولة منهكة تحارب بمفردها القوى العظمى التى نجحت فى تقليم أظافرها وقص معظم أجنحتها فى المنطقة، وبالتالى فإن معظم اهتمامها يستهدف الحفاظ على ترسانتها العسكرية أو ما تبقى منها وكذا بنيتها الأمنية والاقتصادية لمواجهة قد تطول وتتعدد جولاتها مع إسرائيل. 

كما أنها تتحسب لردود الفعل الإسرائيلية والأمريكية التى قد تنتهز هذا الزهو ونشوة القوة والزخم للإجهاز على ما تبقى لإيران من عناصر قوة وتهديد، بل إن بعض المتفائلين فى المعسكر الآخر ومنهم بعض العرب للأسف الشديد يعتقدون بأن سيناريو تغيير نظام الملالى بنظام موالى كنظام شاه إيران وأن تقسيم إيران ذاتها أصبح فى متناول اليد والعين.

وأشار «مرسى» إلى أن تحقيق إسرائيل لنصر حاسم فى مواجهتها مع إيران سيكون بداية لعصر الهيمنة الإسرائيلية على الشرق الأوسط .. وقال: «المنطقة حالياً على مشارف عصر إسرائيل الذهبي، والذى يعنى بكل بساطة تعظيم الدور والنفوذ والسيطرة الإسرائيلية على المنطقة، وسيكون ذلك قطعاً خصماً من رصيد دول المنطقة المحورية وتحديدا مصر وتركيا والسعودية، ولكل منها حساباته وتوازناته عند تحسس خطى المستقبل القريب فى المرحلة القلقة الملتهبة التى دخلنا فيها الآن، ولكن أكثرهم حساسية وتعقيدا وصعوبة وخطرا هى مصر.

الحرب الأهم منذ 1973

وقال السفير فوزى العشماوى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الهجوم الإسرائيلى على إيران يمكن أن نطلق عليه بداية الحرب الأهم فى السنوات الخمسين الماضية بعد حرب أكتوبر ١٩٧٣. 

وأضاف العشماوى، أن مؤشرات هذه الحرب مزعجة وتميل بقوة لصالح إسرائيل من حيث كثافة ودقة النيران الجوية، وما يواكبها من اغتيالات مؤثرة من خلال عمليات مخابراتية تحرق الداخل، وتستعين بعملاء ما يؤدى لشلل سلسلة ومنظومة القيادة، فى تكرار قريب الشبه، مما حدث مع حزب الله فى لبنان. 

وأشار «العشماوى»، إلى أن مكاسب إسرائيل من هذه العملية العسكرية الصاعقة لن تقتصر على تحييد إيران وإرهاب وإخضاع الجميع، وإنما ستمتد لتخفيف الضغط الأخلاقى والإنسانى عليها ولو مؤقتا  بسبب جرائمها فى غزة، بل يمكن القول إن إسرائيل وجيشها بعد وصمهما بالإبادة والإجرام والفشل الاستراتيجى فى غزة سيستردان قدرًا مهمًا من الإعجاب من شرائح شعبية ورسمية مهمة فى الغرب والعالم، خاصة وأنه لابد من الاعتراف أن هناك قدرًا من القبول لمبرراتها فى استهداف المشروع النووى الإيرانى فى العديد من الدول بما فيها دول عربية. 

وتابع، «بتحييد إيران لن يتبقى سوى مصر كقوة تحسب إسرائيل حسابها، لذا فإنها فى عهد الهيمنة الإسرائيلية الصريحة لن تقبل منا إلا السلام بمفهومها هى، مع ممارسة الضغوط والسيطرة الاقتصادية من خلال الغاز والديون والأموال الساخنة التى تتحكم فيها، ولن تتردد للحظة فى اللجوء للقوة الخشنة إذا اقتضت الضرورة ذلك». 

وضع بالغ السوء

زهدى الشامي، عضو المكتب السياسى لحزب التحالف ورئيس مجلس أمناء الحزب، أكد أن الوضع الحالى فى المنطقة بالغ السوء، وقال: «الهجوم على إيران كان إسرائيلياً أمريكياً، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب شريك ومتواطئ فى الهجوم على إيران بدون شك، وقد اعترف بنفسه بذلك، وكان على علم بالضربات الإسرائيلية، واستغل التفاوض مع إيران لخداعها والتمويه على الهجوم الإسرائيلي، وهو ما يمثل قمة الإجرام، ولذلك فالرئيس الأمريكى الحالى مجرم حرب ومتواطئ فى خداع إيران، كما أن تصرفاته تضع العالم كله على حافة الخطر، وتداعيات هذا الهجوم ستكون شديدة الخطورة على الشرق الأوسط. 

 وأضاف «إسرائيل دولة إجرامية ضربت مفاعلاً نووياً مدنياً تحت إشراف وكالة الطاقة الذرية، وهى جريمة حرب كبرى، لأنها تعرض العالم لكارثة نووية، وبالتالى نحن أمام نظام إجرامى كامل أمريكى إسرائيلى لا يتورع عن أى شىء، والمنطقة كلها أصبحت مهددة وعلى حافة الخطر لأن ما حدث كان بتعاون استخباراتى أمريكي، متسائلًا ماذا سيحدث إذا انفجر هذا المفاعل النووى وتسربت منه إشعاعات نووية.

وأشار الشامى إلى أن البلطجة غير المسبوقة فى استخدام القوة تعتبر «كارت إرهاب» لجميع الدول المجاورة لإسرائيل بما فيهم مصر بل أولهم، وتريد أن تقول للجميع إذا لم ترضخوا لشروطنا سنفعل بكم كما فعلنا بإيران وغيرها. 

البرنامج النووى

هانى الحسينى - الأمين العام المساعد للشئون السياسية بحزب التجمع، فقال إن الموقف الحالى معقد جدا خاصة مسألة البرنامج النووى الإيراني.. وقال: بات من الواضح أن هناك تفوقاً إسرائيلياً، وهذه ليست المرة الأولى التى تنتهك فيها إسرائيل السيادة والأراضى الإيرانية، فتم ضربها من داخل حدودها. 

وأوضح الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بحزب التجمع، أنه بعد هذا الهجوم أصبحت إسرائيل منصة عسكرية فى المنطقة مع الأمريكان، وأصبحوا قادرين على فعل أى شئ لعدم وجود أى نوع من أنواع المواجهة. 

وفيما يتعلق بمصر، أكد «الحسينى» أنها تمارس سياسة رصينة ومعتدلة وتتصرف بشكل متوازن، خاصة وأن جبهاتها الشرقية والجنوبية والغربية مفتوحة، بحيث لا يحدث أى خلل فى استراتيجيتها التى تستهدف أن تبقى آمنة وتؤمن حدودها ووضعها الجيوسياسى فى المنطقة، ونأمل نجاح هذا الاتجاه والسير فيه، لأن البدائل خطيرة جدًا وليس من المقبول أو المطلوب أن تنخرط مصر فى أى صراع بالمنطقة، لأن ذلك يضر بها وبالمنطقة ككل. 

وتابع: «من المهم أن يكون لدى الإدارة المصرية معلومات وخطط استراتيجية تجعلها واثقة من أن سياساتها الحالية صحيحة وتحقق الأمن القومى للبلاد»، مشيراً إلى أنه ليست هناك شواهد على وجود مواجهة مباشرة بين مصر وإسرائيل قريبًا، لأن الأحداث بين الجانبين محدودة، لكن الوضع الحالى يتطلب من مصر أن تكون فى أقصى درجات الحذر.