وزير الأوقاف يلتقي وفد اتحاد "بشبابها" لبحث سبل تعزيز التعاون لخدمة النشء بأساليب معاصرة

استقبل الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وفدًا من قيادات اتحاد "بشبابها"، وذلك بمقر الوزارة في العاصمة الإدارية الجديدة.
تناول اللقاء بحث سبل التعاون المشترك بين وزارة الأوقاف والاتحاد، ودعم المبادرات الشبابية الهادفة إلى ترسيخ القيم الأخلاقية لدى النشء، وتمكينهم من الإسهام الفاعل في مسيرة التنمية المجتمعية.

وخلال اللقاء، استعرض وفد الاتحاد عددًا من المبادرات والمشروعات، إضافة إلى مجموعة من الأفكار المبتكرة التي تتماشى مع تطلعات الجيل الجديد، التي لاقت ترحيبًا من السيد الوزير، ووضعها قيد الدراسة في يومين، وعقد اجتماع آخر قريبًا لمتابعتها.
وأكد السيد وزير الأوقاف أن هذا اللقاء يمثل نموذجًا حيًّا للتعاون المجتمعي البنّاء، ويعكس توجه الدولة نحو بناء جيل واعٍ ومستنير، قادر على تحمّل المسؤولية بروح وطنية ووعي ديني رشيد.
من جانبهم، عبّر أعضاء وفد "اتحاد بشبابها" عن تقديرهم للدور الذي تضطلع به وزارة الأوقاف في ترسيخ الخطاب الديني المستنير، مؤكدين التزامهم الكامل بتنفيذ المبادرات المطروحة بما يتماشى مع رؤية الدولة في دعم وتمكين الشباب، وتعزيز مشاركتهم في تحقيق التنمية الشاملة.
وزير الأوقاف: الإمام الليث بن سعد مدرسة عريقة في فهم مقاصد الشريعة وتلاحم علوم الشرع الشريف
وعلى صعيد اخر، تفقد الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، مسجد الإمام الليث بن سعد بالقاهرة، وذلك ضمن عناية وزارة الأوقاف بالمساجد الأثرية مبنًى ومعنًى، وإحياءً لآثار علماء الإسلام الربانيين. وقد شارك وزير الأوقاف في هذه الزيارة وفدٌ من قيادات الوزارة.
وبيَّن وزير الأوقاف أن الإمام الليث بن سعد ثروة وكنز وزخر تاريخي في أرض الكنانة مصر، وأن آراءه الفقهية تمثِّل مدرسة مصرية عريقة في فهمها وإدراكها لمقاصد الشريعة، وتلاحمها مع علوم الشرع الشريف، وإدراكها للواقع وحُسن تفاعلها معه، فقد بلغ مبلغًا عظيمًا في الإلمام بمختلف العلوم، وهو ما دفع الإمام الشافعي إلى البحث عن مذهبه، وهو القائل قوله المشهور: "الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به".
وأضاف وزير الأوقاف أن هذه الزيارة تأتي من باب القيام بحق هذا العالم الكبير والوفاء له وبمكانته، حتى ولو كان ذلك بعد قرون من الزمان، فهو قامة علمية ووطنية ملهمة، مؤكدًا أن دراسة حياته العلمية والمجتمعية تُلهم العديد من الباحثين في قراءة الواقع وصناعة المستقبل.
وثمَّن وزير الأوقاف إسهامات الأستاذ أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، في تسليط الضوء على شخصيات العلم والتنوير في تاريخنا، مؤكدًا أن جهوده تلتقي مع جهود الوزارة في إبراز النماذج المضيئة التي تُلهم الواقع وتصنع المستقبل.
كما تفقد الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري ضريح الإمام الليث بن سعد، سائلًا الله عز وجل أن يجعل علمه وآثاره في ميزان حسناته، وأن يرزقنا بركته، وبركة آل بيت النبي ﷺ، وكل ساكني أرض الكنانة من الصحابة والعلماء، وأن يحفظ بلدنا الغالية مصر الكنانة، وأن يبارك في قيادتها وشعبها وجندها، وأن يحفظ مصر وأهلها من الفتن، ومن كل سوء ومكروه.
كما قام وزير الأوقاف بتسجيل حلقتين لبرنامج ديني جديد بعنوان: «كرسي الإمام اللَّيث»، سيتم عرضهما عبر برنامج أسبوعي جديد يُبث على التليفزيون المصري.
وأكد أن إحياء تراث الإمام الليث بن سعد ليس مجرد استذكار لسيرة عالم فذ، بل هو استعادة لمنهج الوسطية والاعتدال، وإبراز لنموذج فكري راقٍ يؤكد روح العلم والانفتاح والفقه العميق، وهو ما تحتاج إليه الأمة اليوم لمواجهة التحديات الفكرية المعاصرة، وترسيخ قيم التسامح والتعايش.