رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الصراع الخفي.. كيف تحولت الحرب بين إيران وإسرائيل إلى معركة سيبرانية تحسمها التكنولوجيا

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يعد الصراع الطويل بين إيران وإسرائيل محصورًا في الغارات الجوية أو المواجهات الميدانية، بل تطور ليأخذ طابعًا أكثر تعقيدًا ودهاءً، حيث دخلت التكنولوجيا وأمن المعلومات إلى قلب المعركة، لتصبح الحرب السيبرانية ساحةً حاسمة لا تقل شراسة عن ميادين القتال التقليدية.

هذا التحول العميق في طبيعة الصراع، بدأ يتبلور بوضوح منذ الثورة الإيرانية عام 1979، حين تبنت طهران موقفًا عدائيًا صريحًا تجاه إسرائيل، وبدأت تدعم فصائل مسلحة مناهضة لها في المنطقة، وعلى مدار العقود، شهد هذا الصراع تصعيدات مستمرة، تنوعت بين اغتيالات وعمليات استخباراتية وضربات جوية، لكن في السنوات الأخيرة، كانت الجبهة الرقمية هي الأخطر والأكثر تأثيرًا.

وفي هذا السياق، قال المهندس عمرو صبحي، خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي: "مع دخول القرن الحادي والعشرين، لم تعد المعركة تخاض بالأسلحة وحدها، إسرائيل اعتمدت استراتيجية تكنولوجية متقدمة، طورت خلالها أنظمة دفاع جوي ذكية مثل القبة الحديدية، واستثمرت في الذكاء الاصطناعي لتوفير رصد دقيق للهجمات المحتملة، كما شنت عمليات سيبرانية معقّدة، أشهرها فيروس ستوكسنت الذي استهدف منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية، مسببًا شللاً واسعًا في برنامجها النووي".

في المقابل، تحاول إيران اللحاق بالركب، وتسعى لتطوير قدراتها في مجال الحرب السيبرانية، لكنها تواجه تحديات ضخمة، على رأسها العقوبات الدولية وقلة الوصول إلى تقنيات متقدمة، وقد نفذت طهران بالفعل بعض الهجمات الإلكترونية على أهداف إسرائيلية، لكنها ما زالت بعيدة عن امتلاك تفوق رقمي حقيقي في هذا المجال.

أوضح المهندس صبحي أن إسرائيل تمتلك اليد العليا سيبرانيًا، إذ تستثمر في البنية التحتية الرقمية والأمنية بشكل مكثّف، وتستقطب نخبة من العقول التقنية عالميًا، ما يجعلها قادرة على تنفيذ هجمات سيبرانية دقيقة، وفي الوقت نفسه حماية منشآتها الحيوية من التهديدات.

وعن مستقبل الصراع، قال صبحي إن إيران رغم جهودها لتطوير قدراتها، لا تزال تعتمد بشكل كبير على وكلائها الإقليميين لتنفيذ هجمات غير تقليدية، وتكتفي ببعض العمليات السيبرانية المحدودة، مما يبرز فجوة كبيرة في التوازن التكنولوجي.

في النهاية، لم تعد التكنولوجيا مجرد أداة مساعدة في الحرب، بل أصبحت هي الميدان ذاته، ومع تصاعد وتيرة الهجمات الرقمية، يبدو أن من يمتلك التفوق السيبراني قد يحسم المعركة من دون إطلاق رصاصة واحدة.

ويختم صبحي حديثه قائلاً: "بصفتي خبيرًا في أمن المعلومات، أرى أن هذا النوع من الحروب يتطلب من الدول بناء استراتيجيات دفاعية شاملة، تتضمن حماية البنى التحتية الرقمية، وتعزيز قدرات الردع الإلكتروني، وتوسيع التعاون الدولي في مواجهة التهديدات السيبرانية التي باتت تمثل خطرًا وجوديًا على الأمن القومي".