من قاسم سليمانى لحسين سلامي..
"يا لثارات الحسين".. ماذا يعنى رفع إيران علم الثأر الأحمر؟

تطور مفاجئ وسريع، وضربة تجاوزت الأهداف المحصنة داخل إيران، للعقول المحركة كى تصل لمشهد يختلط فيه التصعيد العسكري بالملف النووي الإيرانى، حيث اشتعل فجر اليوم الجمعة سلسلة طويلة من الضربات الإسرائيلية داخل العمق الإيراني.
وشنت إسرائيل أيضًا سلسلة ضربات واسعة على مواقع نووية وعسكرية في إيران شملت منشأة نطنز، وأدت إلى مقتل قادة عسكريين بارزين، فيما امتد الهجوم الإسرائيلي ليطال شخصيات بارزة في قلب المؤسسات العسكرية والعلمية الإيرانية.

رفع الرايات الحمراء على المساجد فى إيران:
على الفور رفعت السلطات الإيرانية، الرايات الحمراء على العديد من المساجد، وذلك استعدادًا للانتقام من إسرائيل، ردًا على الهجمات التي نفذتها فجر الجمعة.
ونفذت إسرائيل فجر الجمعة، سلسلة من الغارات الجوية ضد إيران، في واحدة من أعنف الضربات العسكرية التي تطال العمق الإيراني منذ سنوات، وسط تصاعد غير مسبوق في التوتر بين البلدين، ووجهت "تل أبيب" على الأقل خمس موجات من الغارات على إيران، استهداف أو ضرب ما يزيد على 350 هدفًا.
وقد أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي ووسائل إعلام إيرانية مقتل عدد من القادة والعلماء في الهجوم الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة على إيران، وأكد خامنئي أن خلفاءهم وزملاءهم سيستأنفون مهامهم فورًا.
فيما وجّه المرشد رسالةً إلى الأمة الإيرانية قال فيها: "على النظام أن ينتظر عقابًا شديدًا، وإن يد القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية القوية لن تتخلى عنه إن شاء الله".
ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيديو يوثق بداية الهجوم على إيران، وقال إن " 200 طائرة مقاتلة، وأكثر من 330 سلاحًا مختلفًا في عملية أطلق عليها "الأسد الصاعد".
وقالت وزارة الدفاع الإيرانية إنها مستعدة لتنفيذ عقاب "قاسٍ ورادع" ردًا على الهجمات الإسرائيلية، فجر الجمعة، مشددةً على أن تل أبيب ستدفع "ثمن هذه الجريمة بكامل كيانها"، حسبما ذكرت وكالة "مهر" الإيرانية.

قصة علم الثأر الأحمر "يا لثارات الحسين":
"يا لثارات الحسين".. شعار يعرفه كثير من المسلمين قى ذكرى استشهاده يتم ترديده للأخذ بثأر الحسين رضي الله عنه بعد مقتله في كربلاء في العاشر من محرم عام61 هـ ، حيث رفعه أحد أبرز القواد العسكريين في التاريخ الإسلامي وهو المختار بن أبي عبيد الثقفي.
ويرى بعض المسلمين أنه المقصود بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن في ثقيف كذابًا ومبيرًا"، باعتباره هو الكذاب.
تاريخ رفع علم الثأر الأحمر:
عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية عام 2024، في العاصمة الإيرانية طهران، رفعت إيران علمًا أحمر يُسمّى "علم الثأر" على قبة أحد المساجد في ضواحي مدينة قم.

وظهر شخص في مقطع فيديو متداول، يرفع العلم فوق قبة مسجد جمكران، معقل أنصار "المهدي المنتظر" في إيران، وهو العلم نفسه الذي رُفع عند مقتل قاسم سليماني.

إعلان الحرب:
يُعتبر رفع "علم الثأر"، في التراث الإيراني بمثابة إعلان حالة حرب، وفى ذلك التوقيت توعد المرشد الإيراني علي خامنئي بعقاب قاسٍ لإسرائيل ردًا على اغتيال هنية.
وقال إن النظام الصهيوني المجرم والإرهابي تسبّب في استشهاد ضيفنا العزيز في منزلنا وأحزننا... كما أعد الأرضية لمعاقبة قاسية لنفسه".
وأضاف، أن من واجب إيران الانتقام لاغتيال هنية.

يعتبر العلم الأحمر أحد ألوان الهوية الوطنية الإيرانية، حيث يرمز إلى القوة في القتال والشجاعة، وهو أحد ألوان العلم الإيراني، تحت اللونين الأخضر الدال على الإسلام، والأبيض الذي يرمز إلى السلام.
ويذكر أنه كانت تُرفع الأعلام الحمراء في الثقافة الإيرانية القديمة، فوق منازل أصحاب الدم، ولا يتم إنزالها إلا بعد الأخذ بالثأر.
وقد رُفعت الرايات الحمراء خلال السنوات الماضية، في مسيرات تشييع شخصيات إيرانية وفوق قباب المساجد والعتبات، إشارة إلى الحزن الوطني وواجب الانتقام.
فيما شكلت عملية اغتيال هنية خرقًا واضحًا للوضع الأمني في إيران، لا سيما في ظل إجراءات مشددة رافقت عملية تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان.
وقد تم قتل هنية في هجوم بصاروخ موجه استهدف مقر إقامته في طهران التي كان يزورها لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
يا لثارات الحسين.. عبارة مكتوبة على العلم الأحمر:
العلم الأحمر مكتوب عليه عبارة "يا لثارات الحسين"، وهي تعود إلى حقبة الذين ثاروا بعد مقتل الإمام الحسين، وتعتبر الراية أيضًا نداءً للثأر من الذين ماتوا ظلمًا.
وآخر مرة رُفع فيها العلم الأحمر على قبة مسجد في إيران في شهر يناير 2020، وذلك عندما قُتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، حيث رُفع العلم فوق مقام الإمام المهدي ومسجد جمكران في قم، ما يرمز إلى واجب الانتقام.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية أكدت أنها قتلت سليماني، رجل إيران الأقوى في الشرق الأوس،ط ومهندس نفوذها فيه، في غارة جوية، بعد أمر من الرئيس السابق دونالد ترمب، في حادثة رفعت منسوب التوتر في المنطقة.
ولم تقم إيران بإنزال العلم الأحمر عن مسجد جمكران إلا بعد قيامها بشن غارات على هدفين أميركيين في العراق، وهما قاعدة "عين الأسد" الجوية في غرب البلاد، ومطار في محافظة أربيل الشمالية.