رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

 

 

مقدمة:

في الآونة الأخيرة، أثار منع السلطات المصرية دخول ما يُعرف بـ”قافلة الصمود” إلى الأراضي المصرية جدلاً واسعاً على المستويين المحلي والعربي. وبينما يرى البعض أن هذه القوافل تحمل رسالة إنسانية تهدف إلى دعم الشعب الفلسطيني في غزة، ترى الدولة المصرية – ومعها كثير من المراقبين – أن الأمر يتجاوز المساعدات، ليصل إلى محاولات اختراق للسيادة المصرية، وفرض أجندات سياسية مشبوهة تخدم أطرافاً خارجية.

ما هي قافلة الصمود؟

“قافلة الصمود” هي واحدة من سلسلة قوافل تنطلق من عدة دول عربية أو أوروبية، بدعوى كسر الحصار عن غزة وإيصال المساعدات الطبية والغذائية. إلا أن هذه القوافل في كثير من الأحيان تضم ناشطين وممثلين عن جهات حزبية أو دينية ذات توجهات أيديولوجية، بعضها لا ينسجم مع ثوابت الأمن القومي المصري.

الأسباب وراء منع دخول القافلة:
1. حماية الأمن القومي:
مصر تقع في موقع جغرافي حساس، وتمتلك حدوداً مباشرة مع قطاع غزة، مما يجعل أي تحرك غير منضبط أو غير منسق يمثل تهديداً مباشراً لأمنها القومي. السماح لقوافل عشوائية بدخول سيناء دون رقابة صارمة قد يفتح الباب أمام اختراقات استخباراتية أو عسكرية.
2. رفض تسييس العمل الإنساني:
القافلة لم تكن إنسانية بحتة، بل حملت في طياتها شعارات سياسية، وبعض رموزها معروفون بعدائهم للدولة المصرية أو ارتباطهم بتنظيمات مشبوهة. وهو ما يُفسر الرفض المصري للسماح بدخولها حتى لا يتم استغلال الأراضي المصرية لتمرير رسائل سياسية ضد الدولة أو جيشها.
3. احترام السيادة المصرية:
مصر ترفض من حيث المبدأ أن يتم فرض أي أمر واقع على أراضيها أو المرور منها دون تنسيق مسبق مع الجهات المختصة. أي قافلة تتجاهل التنسيق الرسمي، أو تعتمد أسلوب الضغط الإعلامي والشعبي، فإنها بذلك تتجاوز السيادة وتثير الشكوك حول نواياها.

دعم مصر لغزة: الحقائق لا الشعارات

مصر هي الدولة الوحيدة التي فتحت معبر رفح بشكل دائم تقريبًا لاستقبال الجرحى، ونقل المساعدات، وإدخال الوقود والسلع الأساسية. كما أن مصر هي من قادت جهود وقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل في أكثر من عدوان. هذا الدعم لا يُزايد عليه أحد، وهو يتم بهدوء وبآليات رسمية تحفظ للدولة هيبتها ولسكان غزة كرامتهم.

ختام:

منع دخول “قافلة الصمود” لا يعني تخلي مصر عن دعم غزة، بل يؤكد أن الدولة تتعامل مع هذه القضايا من منطلق مسؤول وواعٍ، يوازن بين واجب الدعم الإنساني، وضرورة الحفاظ على أمنها واستقرارها. فمصر لا تقبل الابتزاز، ولا تسمح بتمرير المخططات تحت غطاء التعاطف الإنساني، وستظل تدعم القضية الفلسطينية ضمن إطارها الوطني والسيادي