مصر الأعلى عالمياً فى استخدامه:
السكر.. المر

الحكومة المصرية تطلق حملة توعوية لتقليل استهلاك السكر وتعزيز الصحة
ترشيد الاستهلاك للحد من الأمراض السارية والمزمنة و40% يعانون من فقر الدم
تقرير التغذية العالمى: تعانى 44.7% من النساء البالغات و25.9% من الرجال البالغين فى مصر من السمنة، بينما يؤثر داء السكرى على 23.4% من النساء البالغات و18.8% من الرجال البالغين
فى السنوات الأخيرة، أطلقت الحكومة المصرية دعوات متعددة لترشيد استهلاك السكر، نظراً لتداعياته الصحية والاقتصادية. تأتى هذه الدعوات فى إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى من السلع الاستراتيجية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتحسين الصحة العامة للمواطنين.
تستهلك مصر سنوياً نحو 3.2 مليون طن من السكر. وينتج السوق المحلى حوالى 2.7 مليون طن سنوياً، منها، 800 ألف طن من قصب السكر. و1.2 مليون طن من بنجر السكر. و700 ألف طن من القطاع الخاص.
والفجوة بين الاستهلاك والإنتاج تتراوح بين 500 إلى 600 ألف طن سنوياً، مما يستدعى الاستيراد لسد هذه الفجوة.. كل ذلك وسط إصابة 40%من المصريين بفقر الدم،السبب المباشر فى تفاقم نسب الأمراض المزمنة..بسبب السمنة وتراكم الدهون من تفاقم استهلاك السكر بحسب الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان..بعدما وصلت مصر للعالمية من حيث استهلاك السكر.. فكانت دعوة ترشيد الاستهلاك فى المقام الأول وإعادة اخرى اقتصادية تتمثل فى الضغط على العملة الأجنبية وتكلفة الدعم إلى جانب أبعاد بيئية وانتاجية.
ومن ثم كان مطلب الترشيد والبحث عن البدائل الطبيعية المحلاة، إلا أن الأمر يقابله الكثير من التحديات والانتقادات، أولها الوعى المجتمعى بحسب الدكتورة نادية عبدالمطلب خبيرة الأغذية الخاصة بمعهد تكنولوجيا الاغذية، حيث يواجه المجتمع تحديات فى تغيير العادات الغذائية المرتبطة بالاستهلاك المفرط للسكر. كذلك فيما يخص البدائل المتاحة، تحتاج السوق إلى توفير بدائل صحية ومقبولة من حيث التكلفة للمستهلكين. وايضا الضرورة إلى التنسيق بين الجهات ويتطلب تنسيقاً فعالاً بين الجهات الحكومية والمجتمع المدنى لتحقيق أهداف ترشيد الاستهلاك.
السكر المر
تشير الدراسات إلى أن مصر من أعلى دول العالم فى معدلات استهلاك السكر، حيث يستهلك الفرد المصرى حوالى 90 جراماً من السكر يومياً، مما يعادل 360 سعراً حرارياً إضافياً يومياً. هذا الاستهلاك المفرط يرتبط بزيادة معدلات الإصابة بالسمنة ومرض السكرى من النوع الثانى. على سبيل المثال، يُلاحظ أن تناول المشروبات المحلاة بالسكر بانتظام يزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكرى من النوع الثانى.
ويُعتبر السكر من العوامل الرئيسية المساهمة فى زيادة الوزن وتراكم الدهون، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكرى من النوع الثانى، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب. تؤكد منظمة الصحة العالمية أن استهلاك السكر الزائد يساهم فى انتشار السمنة والسكرى وتسوس الأسنان بين الأطفال والبالغين.
ووفقاً لبيانات المسح السكانى، يعانى حوالى 40% من المصريين من فقر الدم، وهو مؤشر على سوء التغذية. تُعتبر الأنيميا والسمنة من أبرز المشكلات الصحية المنتشرة بين المواطنين، مما يستدعى وضع سياسات غذائية أكثر كفاءة تتناسب مع احتياجات المجتمع.
وتواجه مصر حالياً تحدياً صحياً كبيراً نتيجة ارتفاع مستويات استهلاك السكر، الأمر المرتبط بشكل مباشر بارتفاع معدلات السمنة والأمراض غير المعدية. ووفقاً لتقرير التغذية العالمى، تعانى 44.7% من النساء البالغات و25.9% من الرجال البالغين فى مصر من السمنة، بينما يؤثر داء السكرى على 23.4% من النساء البالغات و18.8% من الرجال البالغين .
الدكتور طارق الهوبى، رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية لسلامة الغذاء فى مصر «أكد على أن ترشيد استهلاك السكر يمثل أولوية صحية عامة حاسمة. وتلتزم الهيئة القومية لسلامة الغذاء بريادة كل التدخلات التنظيمية المتصلة بالاغذية لمساعدة المستهلك المصرى على ترشيد استهلاكه لهذا العنصر التغذوى وذلك بالتعاون الوثيق مع قطاع الصناعات الغذائية، وضمانا لأن تكون تدخلاتنا قائمة على الأدلة العلمية، معتمدة على الممارسات اوالتجارب المثلى عالميا وملائمة للسياق المصرى».
وبصفتها الجهة التنظيمية الرئيسية للأغذية فى مصر، تلتزم الهيئة بالمساهمة الفعالة فى الجهود الوطنية الرامية إلى ترشيد استهلاك السكر. وستعمل الهيئة، جنباً إلى جنب مع الجهات الحكومية وشركاء منظومة الغذاء، على تطوير وتبنى إجراء ات تنظيمية وغير تنظيمية مبنية على الأدلة، ومتوافقة مع أفضل الممارسات الدولية والتزامات مصر فى منظمة التجارة العالمية .ولذلك جاءت مبادرة الهيئة بترشيد الاستهلاك التزاماً مشتركاً بتمكين المستهلك المصرى من اتخاذ خيارات غذائية صحية، وحماية الصحة العامة، وبناء منظومة غذائية أكثر وعياً واستدامة. والمساهمة فى تعزيز نهج موحد لتحسين التغذية الوطنية وتقليل عبء الأمراض المزمنة المرتبطة بالنظم الغذائية .
من جانبه أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان.. أن الوزارة بصدد تنفيذ سياسات توعوية لخفض معدلات الاستهلاك غير الصحى للسكر، وتشجيع البدائل الغذائية الأكثر فائدة، بما يسهم فى تقليل نسب الإصابة بمرض السكرى ومضاعفاته بين مختلف الفئات العمرية.واشار الوزارة والحكومة تعمل وتنصح بتقليل استهلاك السكر إلى أقل من 50 جراماً يومياً، بما يتماشى مع التوصيات العالمية. تنظيم حملات توعية صحية للمواطنين حول مخاطر الاستهلاك المفرط للسكر. وحث المواطنين على استخدام بدائل صحية للسكر، مثل المحليات الطبيعية. بالاضافة إلى تعزيز آليات الرقابة على المنتجات الغذائية المحلاة بالسكر لضمان سلامتها وجودتها.
فى النهاية شدد حسام عبدالغفار على التزام القيادة السياسية بتحسين الصحة العامة للمواطنين، انطلاقاً من رؤية وطنية تهدف إلى توفير حياة صحية متكاملة والحد من الأمراض غير السارية.
وأشار المتحدث الرسمى إلى توجيهات ضرورة الاستفادة من تجارب الدول التى نجحت فى تطبيق سياسات مماثلة، مع تبنى أساليب متطورة تتناسب مع خصوصية المجتمع المصرى، وذلك ضمن استراتيجية أوسع تتبناها
لحكومة المصرية لتحسين النمط الغذائى للمواطنين، والحد من العوامل المؤدية للأمراض المزمنة، من خلال سياسات أكثر صرامة فى مراقبة المنتجات الغذائية وتشجيع الخيارات الصحية.

