رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

بادرة أمل جديدة تفتح الباب لعلاج فيروس نقص المناعة البشري "الإيدز"

نقص المناعة البشرية
نقص المناعة البشرية

حقق علماء أستراليون إنجازًا علميًا قد يشكّل نقطة تحوّل في معركة الطب ضد فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، أو ما يعرف بالإيدز، عبر تطوير تقنية جديدة تعتمد على جسيمات نانوية قادرة على "فضح" الفيروس داخل الخلايا البشرية، ما قد يتيح للمناعة البشرية والأدوية الحالية استهدافه وتدميره.

ويستهدف هذا الابتكار واحدة من أكبر العقبات التي واجهت علاج الفيروس منذ اكتشافه: قدرة الفيروس على الاختباء داخل الحمض النووي للخلايا والبقاء خاملاً، مما يحميه من العلاجات ويمنعه من الكشف المناعي.

كيف تعمل التقنية الجديدة؟


وتعتمد  التقنية على استخدام جسيم نانوي يحمل تعليمات جينية بتقنية mRNA، وهي نفس التقنية التي استخدمت في تطوير لقاحات كوفيد-19، تُرسل إلى الخلايا المصابة. وتعتمد هذه التعليمات على إنتاج إشارات تكشف عن وجود الفيروس، ولكن فقط إذا كان مخزنًا فيها بالفعل.

هذا الكشف يجعل الفيروس مرئيًا لجهاز المناعة والأدوية المضادة، وهو ما وصفته الباحثة الدكتورة باولا سيفال من معهد دوهيرتي بـ"الأمر الذي كان يُعتقد أنه مستحيل".

بين الحذر والتفاؤل
ورغم الحماسة التي صاحبت نتائج التجارب الأولية لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية، والتي أُجريت حتى الآن في المختبر فقط على خلايا مأخوذة من مرضى، وشدد الباحثون على ضرورة التروي، حيث تتطلب النتائج مزيدًا من الدراسات لتحديد ما إذا كان هذا الكشف وحده كافيًا لإطلاق استجابة مناعية فعالة.

التجارب السريرية لا تزال في الأفق، وقد يستغرق الأمر سنوات قبل أن تصبح هذه التقنية متاحة للعلاج العام، لكنها تُعد خطوة غير مسبوقة نحو علاج جذري لطالما بدا بعيد المنال.

أمل جديد للملايين حول العالم


ويمثل هذا التقدم بارقة أمل لـ1.2 مليون أمريكي يعانون حاليًا من فيروس نقص المناعة البشرية، ويضطرون لتناول أدوية يومية لإبقائه تحت السيطرة. 

وتشير البيانات إلى تسجيل نحو 31,800 إصابة جديدة سنويًا في الولايات المتحدة، رغم تراجع الأعداد بنسبة 12% في السنوات الخمس الأخيرة.

أما عالميًا، فيعيش ما يقارب 40 مليون شخص مع الفيروس، ما يجعل أي تقدم في سُبل العلاج محط أنظار الملايين.

تحديات التمويل والسياسة الصحية


ويأتي العلاج الجديد في وقت حساس، إذ سُجل في السنوات الأخيرة تراجع في التمويل الأمريكي لأبحاث فيروس HIV، أبرزها إنهاء برنامج أبحاث بقيمة 258 مليون دولار في عهد إدارة ترامب، ما شكّل صدمة للأوساط العلمية، خصوصًا في جامعتي ديوك وسكريبس اللتين كانتا تقودان جهود تطوير لقاح محتمل.

ومن ناحية أخرى، تستمر الجهود العلمية في تحقيق اختراقات من خارج نطاق الدعم الحكومي التقليدي، وهو ما يعزز أهمية الاستثمار المستدام في أبحاث الأمراض المزمنة والمستعصية.