مكتبة مصر العامة بالزقازيق تنشر الوعي والثقافة عبر أنشطة متنقلة

 في إطار دورها الحيوي لنشر الوعي الثقافي وترسيخ القيم الإيجابية داخل المجتمع، واصلت مكتبة مصر العامة بالزقازيق جهودها التنويرية خلال شهر مايو الماضي، حيث نظمت سلسلة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي استهدفت فئات مجتمعية مختلفة من كبار السن، والأطفال، وذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى الشباب.

 وقد قامت إدارة المكتبة بتنفيذ زيارات للمكتبة المتنقلة إلى عدد من المؤسسات الاجتماعية والتعليمية، من بينها مؤسستا الأمل لكبار بلا مأوى وصغار بلا مأوى، ومدارس الأمل للصم وضعاف السمع بمراكز الزقازيق وبلبيس ومنيا القمح، حيث استفاد من هذه المبادرة الإنسانية والتعليمية نحو 1020 نزيلًا وطالبًا، في تجربة تثقيفية تهدف إلى تمكين هذه الفئات من الوصول إلى المعرفة رغم ظروفهم الخاصة.

 كما نظمت المكتبة ندوة توعوية بعنوان "احمي نفسك"، ناقشت خلالها موضوعات تتعلق بالصحة النفسية والبدنية، وطرق الوقاية من المخاطر المجتمعية، وذلك في إطار رفع الوعي العام لدى الشباب والفتيات، فضلًا عن إطلاق مبادرتين مجتمعيتين هادفتين هما: "قيم وحياة" و"الزواج.. غسالة واحدة تكفي"، حيث تم خلالهما تناول موضوعات مجتمعية مثل تبسيط تكاليف الزواج ونشر ثقافة المسؤولية والاحترام المتبادل بين الطرفين، وشهدت تلك الفعاليات حضور نحو 260 شابًا وفتاة.

 ولم تقتصر أنشطة المكتبة على الندوات والمبادرات، بل شملت أيضًا تنظيم رحلة ثقافية ترفيهية لأعضاء المكتبة إلى معرض الزهور، ضمن خطة متكاملة تهدف إلى الدمج بين التثقيف والترويح عن النفس، مما يعزز من الروابط الاجتماعية ويكسر الروتين اليومي للقراء والمهتمين بالأنشطة الثقافية.

 وفي هذا السياق، شدد المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، على أهمية الدور التنويري والتثقيفي الذي تقوم به مكتبة مصر العامة، مشيرًا إلى أن المكتبات ليست مجرد أماكن لحفظ الكتب، بل هي مؤسسات فكرية واجتماعية تُسهم في بناء الإنسان وتشكيل وعيه الثقافي، وتعمل على تعزيز مهارات البحث والمعرفة والتفكير النقدي، وتوثيق الإرث الحضاري والثقافي للمجتمع عبر الأجيال.

 وأشار المحافظ إلى أن الدولة تدعم هذا الدور من خلال إتاحة الفرص للمواطنين للاستفادة من الخدمات المكتبية والأنشطة التفاعلية، مؤكدًا أن الثقافة تُعد إحدى الركائز الأساسية للتنمية المستدامة وبناء مجتمع متحضر.

 ومن جانبها، أوضحت رانيا حشيش، مديرة مكتبة مصر العامة بالزقازيق، أن المكتبة قدمت خلال شهر مايو مجموعة متنوعة من الأنشطة التربوية والفنية والثقافية للأطفال والشباب، شملت: أنشطة فنية مثل التلوين، الرسم على الجبس والزجاج، والرسم على الوجه، استفاد منها نحو 105 أطفال، أنشطة ترفيهية مثل المسابقات، ألعاب البازل، ومسرح العرائس، بمشاركة 75 طفلًا، نشاط الكشافة، بمشاركة 25 طفلًا.

 كما تم عقد ورش عمل يدوية لصناعة الإكسسوارات والصلصال والتدوير الفني "ريسيكل" و"كونكريت"، شارك بها 60 طفلًا، ودورات تعليم الرسم وتحسين الخط العربي، استفاد منها 50 طفلًا، وناقش نادي الكتاب أعمال الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، وشارك فيه 30 شابًا وبالغًا.

 كما استقبلت المكتبة زيارات مدرسية من مدرستي الثورة بمركز أبو حماد والجديدة الإعدادية، بمشاركة 60 طالبًا وطالبة، ضمن برنامج الزيارات المدرسية الذي تنفذه المكتبة لتشجيع الطلاب على القراءة وتنمية حب الاطلاع لديهم منذ الصغر.

وأكدت "حشيش" أن المكتبة تسعى باستمرار إلى تنويع أنشطتها لتناسب مختلف الأعمار والاهتمامات، مع التركيز على فئات المجتمع الأكثر احتياجًا، وذلك من خلال التعاون مع المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، لدعم قيم الثقافة والمواطنة الفاعلة.

 وبهذا النشاط المتواصل، تؤكد مكتبة مصر العامة بالزقازيق حضورها كمركز إشعاع ثقافي في محافظة الشرقية، ومؤسسة حيوية تسهم في إعادة إحياء القراءة وتحقيق التواصل المجتمعي في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتتناقص فيه فرص التفاعل الثقافي المباشر.