كلمة حق
فى خضم الأحداث الدولية الهامه والمتلاحقة وكذا ما تشهده الساحة السياسية والحزبية والبرلمانية من تشابكات وتطورات، قررت أن أنحى هذا المعترك ولو لدقائق لأتناول مشهداً استوقفنى بشكل ملفت ونموذج رأيت فيه ما يدعونى للكتابة فيه، حدث رياضى، لكنه يمكن أن يكون نموذجاً يحتذى فى كافة المجالات ونبراس لكل شاب مقبل على الحياة العملية «نموذج النادى الأهلى المصرى».. كلمة حط تحتها ألف خط، لقد شاهدنا جميعًا تتويج النادى الأهلى ببطولة الدورى المصرى للمرة الـ45 فى تاريخه، نعم جاء نتيجة مجهود كبير وإنجاز عظيم لكن ليس ذلك مقصدى أو مبتغاى من هذا المقال.
ولكن هذا الدرع على وجه التحديد وما صاحبه من عقبات وتعثرات ولغط لائحى وتنظيمى من جانب رابطة الأندية واتحاد الكرة جعلنى أقف أمام هذا النموذج مبهورًا، «نموذج الاهلى» لماذا كل هذا النجاح؟
وكل هذه الإنجازات؟
لن ألتفت لكلام قليلى الحيلة بأنها ضربة حظ، فالحظ لا يأتى إلا للمجدين المجتهدين ويأتى تتويجاً ونتيجة لعرق وتعب.
عزيزى القارئ، هل تابعت معى مشوار الأهلى فى الدورى، هل تابعت معى ترتيب الفريق فى جدول الدورى العام قبل عدة أسابيع ماضية ومقدار الفارق بينه وبين متصدر الجدول من نقاط والذى لم يكن لدى أكثر المتفائلين أمل فى أن يكون الأهلى هو وصيف الدورى على أحسن تقدير، أسيست حسين الشحات لإمام عاشور وإنكار الذات فى مباراة فاركو ليكون إمام هداف الدورى، هل تابعت رسالة وداع على معلول، ورامى ربيعة وأكرم توفيق وما فيها من معانى الحب لكيان صامد، عطاؤه متدفق لكل من يرتدى القميص الأحمر.
كلماتى ليست لأننى أهلاوى، يحتفل بفوز فريق ولكنها أكبر من ذلك لكنه نموذج أردت إلقاء الضوء عليه، كى يكون مثالاً وهدى لكل من يسعى للتفوق.. والسؤال الذى يراودنى لماذا كل هذا النجاح لهذا الفريق؟
الإجابة: إن الاجتهاد والعمل والصدق فى الأداء والقيام بالواجب هى مفاتيح النجاح بعد توفيق الله عز وجل.
مجلس إدارة بقيادة الكابتن خطيب فاهم وواع، ادارة تنفيذية بقيادة الصديق العزيز دكتور سعد شلبى، منظومة متكاملة من إداريين ولاعبين تسلحت بالأمل وأصرت على تحقيقه، فكان لها ما أرادت.
دعوة أطلقها من منبرى هذا إلى شباب مصر أريد «نموذج الاهلى» بداخلكم، والله سنتسيد كافة المجالات، مثلما يتسيد الان ملك افريقيا النادى الأهلى.
الموضوع ليس كيمياء إنما إصرار وجهد يساوى نجاح، فليكن هدفنا هو ستايل الاهلى ونموذج الاهلى للنجاح فى عملنا وفى مقاصدنا، دعوتى يعلم الله انها ليست عنصرية لجماهير فريق بعينه ولكن لكل المصريين بمختلف انتمائهم، اصبروا اجتهدوا، والأهلى خير نموذج تستطيعون من خلاله النظر إلى النتيجة.
أمامنا تحديات جسام وعمل كبير للنهوض بهذا الوطن الغالى، وهذا لن يتحقق إلا بإنكار الذات والعزيمة والإصرار والاجتهاد.
دور كبير على وزارة الشباب فى تخصيص خبراء ومتخصصين ومحاضرين، يبحثون فى هذا السر وهذا النجاح، ولن يتعبوا والإجابات ستكون سريعة، وعلى الوزارة أن تعمل على إعداد مبادرات ودورات تدريبية للشباب، وهذا ليس معناه السير فى ركاب الاهلى....ولكن تعلم روح العزيمة والصبر والجلد وروح الفريق، وأؤكد لكم أنها ستكون درس العمر فى مدرسة الأهلى.
لن أنسى توجيه التهنئة إلى الجماهير العظيمة جماهير الأهلى البطل رقم واحد وإلى مجلس الإدارة بقيادة الكابتن محمود الخطيب وكل مجلس الإدارة المحترمين، وإلى اللعيبة وكل منظومة النجاح فى هذا الكيان العريق والمشرف النادى الأهلى.
وفى النهاية أود أن أشير إلى أن هذا النموذج يتوافق ويسير على هدى قيادتنا الحكمية التى أعطت للعالم بأثرة دروسًا فى الأخلاق والصدق والتصميم على النجاح، أبهرت المنطقة بما تحقق على أرض المحروسة من إنجاز فى مجال منظومة الطرق والأمن الغذائى ومشروع المليون ونص فدان والمدن الجديدة وإعادة تشغيل المصانع المتوقفة، كل ذلك جرى اتخاذه جنبًا إلى جنب تحديث وتنويع قواتنا المسلحة الباسلة، كل ذلك لم يكن يتحقق بغير إرادة وعزيمة قائد آمن ببلده وعقد العزم على العبور بها إلى ما لم يكن يتوقعه أحد، تحية واجبة لسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى وخالص التهنئة لسيادة على كل هذه النجاحات والتى منها منظومة الأهلى المصرى.
وللحديث بقية.. ما دام فى العمر بقية.
المحامى بالنقض
رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ