رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

دراسة تربط بين وسائل منع حمل بعينها والسكتات الدماغية والنوبات القلبية

وسائل منع الحمل
وسائل منع الحمل

بالرغم من الاعتماد الواسع على وسائل منع الحمل الهرمونية التي تستخدمها ملايين النساء حول العالم، تكشف دراسة طبية حديثة عن مخاطر صحية قد تكون أكثر خطورة مما يُعتقد سابقًا. فقد توصل باحثون إلى أن معظم وسائل منع الحمل الهرمونية، باستثناء واحدة، ترتبط بزيادة كبيرة في احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبة القلبية.

نتائج لافتة من مؤتمر علمي أوروبي

في مؤتمر المنظمة الأوروبية للسكتة الدماغية، عُرضت نتائج دراسة دولية موسعة شملت أكثر من 600 مريضة من 13 دولة أوروبية، ضمن مشروع بحثي يُعرف باسم "سيكريتو". 

وجد الباحثون أن النساء اللواتي استخدمن وسائل منع الحمل الفموية المركبة، التي تحتوي على مزيج من الإستروجين والبروجستين، كنّ أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للإصابة بسكتة دماغية مجهولة السبب، مقارنةً بغير المستخدمات.

وحتى بعد تعديل العوامل الأخرى مثل السمنة أو تاريخ الصداع النصفي، ظلت العلاقة قوية، مما يشير إلى دور مباشر لهذه الوسائل في زيادة الخطر.

تفاصيل مثيرة للقلق حول وسائل منع الحمل

تشمل وسائل منع الحمل الهرمونية المركبة عدة أشكال مثل الحبوب، اللصقات، الحلقات المهبلية، واللولب الهرموني. 

كما أظهرت دراسة سابقة تتبعت أكثر من مليوني امرأة أن هذه الوسائل ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية بدرجات متفاوتة. 

وفي المقابل، فإن الوسائل التي تحتوي على هرمون البروجستين فقط، مثل بعض أنواع اللولب، لم تُظهر صلة بخطر متزايد للإصابة بهذه الحالات، مما يعزز الشكوك بشأن دور الإستروجين الصناعي في تحفيز التجلط الدموي.

كيف يرفع الإستروجين خطر الجلطات؟

الإستروجين الصناعي المستخدم في وسائل منع الحمل أقوى من نظيره الطبيعي، ويُعطى بجرعات منتظمة تؤثر بشكل واضح على أنظمة الجسم. فهو يُحفز الكبد لإنتاج المزيد من بروتينات التخثر ويُضعف عوامل مضادة للتجلط، مما يرفع خطر تكوّن جلطات دموية في الشرايين أو الأوردة، قد تنتهي بسكتة دماغية.

رغم أن الخطر المطلق على مستوى الفرد لا يزال منخفضًا، سكتة دماغية واحدة لكل 4700 مستخدمة سنويًا، إلا أن هذا الرقم يُصبح ذا دلالة حين نأخذ في الاعتبار عدد النساء الهائل اللواتي يعتمدن على هذه الوسائل. وهذا ما يُفسر ارتفاع حالات السكتة الدماغية مجهولة السبب بين الشابات.

تُسلط هذه النتائج الضوء على الحاجة الملحة لإعادة تقييم الطريقة التي تُقدَّم بها المعلومات الصحية للنساء. فغالبًا ما يُقلل من أهمية المخاطر المحتملة، إما بسبب نقص البيانات أو نقص التركيز على قضايا صحة المرأة في البحث العلمي. ومن المهم إدراك أن الحمل نفسه، خصوصًا في مراحله الأخيرة، يُمثل خطرًا أكبر للإصابة بالجلطات مقارنةً باستخدام موانع الحمل.

وتظل الرسالة الأهم من هذه الدراسة هي تمكين المرأة من اتخاذ قرارات صحية مستنيرة. يجب أن تكون كل الخيارات واضحة، بكل ما تحمله من فوائد ومخاطر. 

كما ينبغي تكثيف الجهود البحثية حول تأثيرات الهرمونات الصناعية على الجسم الأنثوي لتعزيز سلامة الاستخدام وتوسيع دائرة البدائل المتاحة.