لابوبو.. دمية تثير الهوس بين الكبار والصغار

لابوبو .. في مشهد يعكس مزيجًا من الغرابة والانتصار، صرخت مستشارة الرعاية الصحية البريطانية ميشيل كيلر البالغة من العمر 26 عامًا فرحًا عندما فتحت العبوة لتجد بداخلها "لابوبو" النادرة، وهي دمية كستنائية اللون بملامح هجينة تجمع بين الرقة والغرابة: أنف أحمر، نمش خفيف، آذان أرنبية، وأسنان حادة توحي بالخطر. 

كانت تلك لحظة انتصار لكيلر بعد ساعات من التنقل وسط الزحام في لندن بحثًا عن هذه الدمية ذات الشعبية الجارفة التي أصبحت أحدث رموز الموضة الشبابية.

من صالات بوب مارت إلى حقائب بيركين

"لابوبو"، التي أبدعها الفنان الهونغ كونجي كاسينج لونج ضمن سلسلة "الوحوش"، تُباع حصريًا من خلال متاجر "بوب مارت"، وقد شهدت المتاجر البريطانية فوضى عارمة عند إطلاقها. 

وما بين صفوف طويلة لأشخاص يقفون منذ الفجر، وتدافع بينهم يصل أحيانًا إلى حد العنف، وهو دفع الشركة إلى تعليق المبيعات مؤقتًا ورغم أن سعرها الرسمي لا يتجاوز 17.50 جنيهًا إسترلينيًا، فإن النسخ النادرة منها تُباع عبر الإنترنت بأرقام فلكية تصل إلى 1500 جنيه.

ويرتبط جزء كبير من هوس لابوبو بفكرة "الصندوق الأعمى"، حيث يشتري المقتني الدمية دون معرفة أي نسخة سيحصل عليها. ونتيجة لذلك، لا يتوقف الهواة عن الشراء حتى يعثروا على النسخة التي ينشدونها، ما يحول الأمر إلى نوع من "يانصيب الألعاب".

بين اللطافة والرعب: ما الذي يجعل لابوبو مميزًا؟

بعكس دمى الهالو كيتي وسكويشميلو التي تميل إلى البراءة، تتمتع لابوبو بجاذبية فريدة تنبع من دمج اللطافة مع الغرابة والتهديد. 

يشير البروفيسور جوشوا ديل، المتخصص في مايعرف بإسم "دراسات اللطف" بجامعة تشو في طوكيو، إلى أن الناس يبحثون عن أنواع جديدة من اللطافة. 

وأكد: "أسنان لابوبو الحادة وملامحها المقلقة تمنحها عمقًا أكبر، فالناس سئموا من اللطافة التقليدية ويريدون شيئًا يثير التفكير والمشاعر."

رمز هوية اجتماعية وليس مجرد لعبة

وأصبح حمل لابوبو في حقيبتك وسيلة للتعبير عن الذات، والارتباط بثقافة أوسع تتخطى الموضة السطحية. 

وقال كيلر إنها كثيرًا ما تُسأل عن دميتها من الغرباء، وتنشأ من هذه اللحظة محادثات معمقة حول ألعاب أخرى مثل سوني أنجل وسميسكي. 

وتُعلّق: "إنها طريقة رائعة للتواصل..أحيانًا أرى أحدهم يحمل دمية نادرة وأعلم أنه قطع نصف العالم ليحصل عليها..وهذا يمنحك لمحة عن شخصيته."

عندما تلتقي الفخامة باللعب

من اللافت أن دمى لابوبو تجد طريقها إلى حقائب مصممة بأرقام خيالية مثل بيركين ولويس فويتون. 

كما ظهرت ريهانا بإحدى نسخ لابوبو على حقيبة لويس فويتون، فيما استخدمتها دوا ليبا لتزيين حقيبة هيرميس، ووصفتها نجمة البوب الكوري ليزا مانوبال بأنها "أطفالها". 

من الموضة إلى التفاعل الإنساني

بعيدًا عن الأزياء، تشير الظاهرة إلى توق إنساني أعمق للانتماء والفرح البسيط في عالم مشحون بالتوتر. 

وكما تقول كيلر، التي تستعد لاصطحاب لابوبو إلى مكتبها الجديد: "في البداية، تكون ردود الفعل مستغربة، لكنك سرعان ما تكتشف أن الناس يتفاعلون... عليك فقط أن تختبر الأجواء."