رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

سلسلة صراع العروش الحقيقية تستند على قصص "بارونات ما قبل التاريخ"

صراع العروش
صراع العروش

صراع العروش .. أعادت دراسة أثرية حديثة تسليط الضوء على مجزرة جماعية مروعة وقعت قبل نحو ألفي عام في جنوب إنجلترا، بعدما كشفت أن الجثث المكتشفة في حصن "قلعة العذراء" أو Maiden Castle في مقاطعة دورست لم تكن ضحايا الغزو الروماني كما كان يعتقد العلماء لعقود، بل ربما قُتلوا على يد أمراء محليين في صراع دموي يشبه عالم "صراع العروش".

جماجم مسحوقة ودفن بشرف

في عام 1936، اكتُشف في هذا الحصن العائد للعصر الحديدي أكثر من 62 هيكلًا عظميًا مدفونًا في حفرة جماعية، معظمها لجماجم تعرضت لتحطيم وحشي بأسلحة حادة. في ذلك الحين، رُجّح أن القتلى سقطوا خلال الغزو الروماني لبريطانيا عام 43 ميلادية، تماشياً مع مخاوف تلك الحقبة من الغزو النازي.

لكن باستخدام تقنيات تأريخ حديثة، حسم الدكتور مايلز راسل، عالم الآثار في جامعة بورنموث، الجدل، مشيرًا إلى أن الضحايا قُتلوا في وقت يسبق الحملة الرومانية. 

وأوضح أن الضحايا ينتمون على الأرجح إلى طبقة النخبة الأرستقراطية، وقد جرى دفنهم بتقدير، وهو ما لا يحدث عادة مع المجرمين أو العبيد.

صراع على السلطة أشبه بالملاحم الدرامية

وصف الدكتور راسل القتلى بأنهم "بارونات يمتلكون موارد وجيوشًا خاصة"، مرجّحًا أنهم قُتلوا في صراع داخلي مرير من أجل السلطة بين عشائر محلية. 

وأضاف: "ما حدث هنا ليس غزوًا خارجيًا، بل إعدام مدروس يهدف إلى محو سلالة بالكامل".

وأوضح الباحث أن المجزرة لم تكن نتيجة هجوم مفاجئ، بل عملية إعدام منهجية نفذت على الأرجح أمام العامة لإرسال رسالة سياسية واضحة، حيث كان الحصن يسيطر على الأفق في المنطقة، ويُعد مركزًا مهمًا في شبكة دفاعية محلية.

من مجد التحصين إلى النسيان

قلعة مايدن، التي تعود إلى 2400 عام، تُعد من أكبر الحصون الجبلية في أوروبا، إذ تبلغ مساحتها ما يعادل 50 ملعب كرة قدم، وكانت تؤوي مئات السكان لكن مع دخول الرومان بريطانيا بعد عقود من هذه المجزرة، فقدت القلعة مكانتها تدريجيًا، إلى أن هُجرت نهائيًا، فيما نشأت مدينة "دورشيستر" القريبة لتصبح العاصمة الإقليمية الجديدة.

سرديات تتغير مع الزمن

أوضح الدكتور راسل أن التفسير السابق الذي ربط القتلى بالغزو الروماني ربما كان مدفوعًا بالرغبة في جذب التمويل الأثري في فترة كانت فيها مثل هذه المشاريع نادرة. ومع توفر تقنيات التأريخ بالكربون الحديثة، بات بالإمكان إعادة تقييم الأحداث وفق معطيات أدق.