الشيخ سيد سعيد.. سلطان القراء

الشيخ سيد سعيد أحد أبرز قراء القرآن الكريم فى مصر والعالم العربى خلال العقود الأخيرة، واسمًا لامعًا فى سماء التلاوة الخاشعة، التى تخاطب القلب قبل الأذن، وتُعيد للمستمعين روح السكينة والتدبر، بصوته الذى اختُص بنقاء نادر، وأداء غلب عليه البكاء الخفى والخشوع العميق.

وُلد الشيخ سيد سعيد بمحافظة دمياط، وحفظ القرآن كاملًا قبل أن يتم العاشرة، فبرزت موهبته مبكرًا وأصبح من أبرز القراء المنتظرين فى المحافل القرآنية.

ارتبط اسمه فى أذهان الناس بسورة يوسف، حيث أدى مقطعًا منها بطريقة مؤثرة استثنائية، اجتاح منصات التواصل الاجتماعى، وجعل كثيرين يلقبونه بـ«سلطان القراء»، لما فى صوته من شجنٍ وسكينة، وقدرة على لمس أعمق مشاعر السامع.

امتد أثر الشيخ خارج حدود مصر، وشارك فى تلاوة آيات الله فى محافل دينية بدول عدة، وكان له جمهور عريض من محبى التلاوة الكلاسيكية المتقنة، ممن وجدوا فى صوته امتدادًا لمدرسة التلاوة المصرية العريقة.

فى يناير 2021، بدأ الشيخ يعانى من مرض مزمن فى الكلى، واضطر لجلسات غسيل كلوى، فوجه الرئيس عبد الفتاح السيسى علاجه على نفقة الدولة، مما منح الشيخ دعمًا نفسيًا ومعنويًا كبيرًا.

ورغم ابتعاده عن الساحة لفترات بسبب المرض، ظل صوته حاضرًا، ومقامه محفوظًا فى قلوب الناس، الذين اعتادوا أن يربطوا اسمه بحالة روحية فريدة من نوعها.

رحل الشيخ سيد سعيد فى مايو 2025، فى جنازة مهيبة شارك فيها الآلاف، مودعين رجلًا عاش للقرآن، وترك وراءه صوتًا خالدًا لا يزال يبكى ويُبكى.