فى رحاب آية
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ){آل عمران: 97}
فى تفسير هذه الآية، يخبرنا الله تعالى أن من حقوقه على عباده أداء فريضة الحج، لمن استطاع إليه سبيلًا، أى من كان قادرًا بدنيًّا وماليًّا وأمنيًّا على الوصول إلى البيت الحرام، وهذا الركن العظيم ليس مجرّد طقس، بل عهدٌ روحى، وتجديدٌ للعلاقة بين العبد وربّه، ومظهر من مظاهر وحدة الأمة الإسلامية.
وتحمل نهاية الآية تحذيرًا قويًا: (وَمَن كَفَر)، أى من جحد هذه الفريضة أو تهاون بها رغم استطاعته، فقد عرّض نفسه للحرمان، والله غنى عن طاعته، وعن الناس أجمعين، لا تنفعه طاعة من أطاع، ولا تضره معصية من عصى، إنما يعود الأثر على الإنسان نفسه.
كيف نُفعّل أثر الآية فى حياتنا اليومية؟
رغم أن الحج لا يجب إلا على المستطيع، فإن الآية الكريمة تدفعنا جميعًا إلى مراجعة التزامنا بما نقدر عليه من الطاعات. فهى تذكير بأن العبادة واجب، لا خيار، وأن التسليم لأوامر الله يجب أن يكون تامًا، دون انتقاء، وتُعلّمنا نهاية الآية: )فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ( أن الله لا يحتاج عبادتنا، بل نحن المحتاجون إليها، وإلى القرب منه.
ولمن لم يُكتب له الحج بعد، فليجدد النية، ويدعو، ويستعد، فإن لم يُكتب من الحجيج هذا العام، فليكن من المشتاقين الصادقين.