المنظمة المصرية الألمانية: الإعلام المصري بحاجة إلى إصلاح جذري يعيد له دوره الوطني والتنويري

أكد ماجد سعد، رئيس المنظمة المصرية الألمانية ومقرها فرانكفورت، أن المنظومة الإعلامية في مصر تمر بمرحلة حرجة تعكس إحباطًا عميقًا من الأداء الحالي، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع دون تدخل إصلاحي عاجل يهدد بفقدان الإعلام لدوره الجوهري في بناء الوعي الوطني.
وقال سعد في تصريح صحفي للوفد، إن الأزمات التي تواجه الإعلام المصري ليست مجرد اختلالات مؤقتة، بل هي أزمات هيكلية تعود إلى اختزال الوظيفة الإعلامية في الإثارة والتهويل، واعتماد خطاب يغذي مشاعر الخوف والقلق كأداة للهيمنة على الرأي العام، بدلًا من تقديم محتوى تحليلي موضوعي يرتقي بوعي المواطن.
وأضاف: "نعيش اليوم في عصر رقمي متسارع، بينما لا تزال أدوات الإعلام المصري صدئة، غير قادرة على التفاعل مع متطلبات هذا العصر أو منافسة النماذج الإعلامية العالمية هناك فجوة صارخة بين الوسائل المستخدمة وتطلعات الجمهور المتطور والمتطلب".
وأوضح سعد أن تداعيات هذا النموذج الإعلامي الخطير لم تقتصر على تراجع الثقة فحسب، بل امتدت إلى تشويه الوعي الجمعي، وإضعاف قدرة المجتمع على التفكير النقدي، مشيرًا إلى أن تقديم المعلومات بشكل مجتزأ ومشحون بالعاطفة قد خلق حالة من التشويش العام، وأدى إلى إهدار فرص تنموية حقيقية كان من الممكن أن يكون الإعلام شريكًا فاعلًا فيها.
وشدد رئيس المنظمة المصرية الألمانية على أن الإصلاح لم يعد خيارًا، بل ضرورة وجودية، داعيًا إلى تفكيك احتكار الخطاب الإعلامي وتشجيع التعددية، والانتقال من ثقافة "البيضة والحجر" إلى رؤية تعتمد على الذكاء والابتكار والمهنية.
وقال سعد: "الإصلاح يبدأ بإعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية وفق معايير عالمية للجودة والشفافية، وتأهيل كوادر جديدة قادرة على التعامل مع أدوات العصر، كتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، وتقديم محتوى رصين قادر على التأثير الحقيقي".
وأشار إلى أن التحديات الجوهرية لا تزال قائمة، بدءًا من مقاومة البيروقراطية المسيطرة على مفاصل العمل الإعلامي، مرورًا بصعوبة تحقيق التوازن بين الحرية والضوابط المهنية، وصولًا إلى ضرورة التحول من إعلام وصائي إلى إعلام تشاركي تفاعلي يعكس صوت المجتمع، لا يُملى عليه من أعلى.
واختتم سعد تصريحه بالقول: "الإعلام ليس أداة للهيمنة، بل مساحة للحوار، ومنصة للتنوير، ومكون أساسي من مكونات الأمن القومي الفكري. إذا لم نتحرك الآن نحو إصلاح شامل، فسندفع ثمن التأخر في المستقبل القريب".