رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

هل الكلب طاهر أم نجس.. خالد الجندي يحسم الجدل

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن مسألة طهارة الكلب وحكم اقتنائه فيها تفاصيل فقهية واختلاف بين العلماء، موضحا أن جمهور الفقهاء، ما عدا الإمام مالك، يرون أن الكلب نجس، مستندين إلى حديث النبي ﷺ: "إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات إحداهن بالتراب"، مما يدل على نجاسته.

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، أن فيه فرق بين ثلاث مسائل لازم نفصل بينها: الأولى طهارة الكلب، ولها حكم فقهى مختلف عليه، والأغلب على النجاسة، والثانية حكم اقتناء الكلب، وده بيكون مباح لو فيه ضرورة أو حاجة معتبرة شرعًا مثل الصيد، الحراسة، رعي الغنم، أو الكشف عن المخدرات والمتفجرات، أما الثالثة فهي وجود الكلب داخل المنزل، وهذه مسألة ثانية لها شروطها.

ورداً على سؤال حول اقتناء بعض الناس للكلب لأسباب نفسية مثل الشعور بالوحدة، قال الجندي: "كل مخلوق أدرى بنفسه، والمضطر هو اللي بيقدر حاله، مش حد تاني، وأنا مش مندوب العناية الإلهية، ولا المفتي اللي بيحكم على الناس من بره، اللي بيقول أنا مضطر، هو اللي بيحاسب نفسه أمام ربنا".

وتابع: "الضرورة تعطل الحكم وتنقل الإنسان لحكم تاني، بس تفضل الضرورة ضرروة، ودي علاقة بين العبد وربه"، مسستشهدا الجندي بآية من سورة الكهف: "وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد"، وعلق قائلاً: "شوف دقة القرآن، ما قالش جوه الكهف، لكن قال بالوصيد، يعني عتبة الباب من بره، ودي فيها حكمة كبيرة".

ونوه إلى أن القرآن الكريم علمنا درسًا بليغًا في آيات أصحاب الكهف، عندما تناول الجدل حول عددهم، مؤكدًا أن هذا النوع من الأسئلة يبعدنا عن جوهر القصة، وأن القرآن لم ينشغل بالتفاصيل التي لا تقدم ولا تؤخر.

وأوضح أن قوله تعالى: "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل"، فيه إشارة بديعة إلى سلوك بعض الناس في تتبع القشور وترك اللب، قائلاً: "القرآن قال سيقولون، ودي سين استقبال، يعني حاجة لسه هتحصل، والقرآن واثق إنها هتحصل، لأنه من عند الحكيم الخبير، مش بيتكلم على الهوى، وفعلاً الناس اتكلمت وسألت العدد".

وأضاف: "القرآن مش محتاج يثبت حاجة لحد، لكنه بيعلّمنا، لما حصلت معجزة زي دي، كان في ناس سيبت القصة نفسها وسألت عن عددهم، طب إيه الفايدة؟ نفس اللي بيحصل بعد الابتلاءات، بدل ما الواحد يسأل نفسه: ربنا عايز يعلمني إيه؟، يروح يسأل: ليه حصل كده؟ وكأن المعنى ضاع".

وأشار الجندي إلى أن ما فعله القرآن كان مقصودًا لتعليم الناس درسًا عظيمًا، فقال: "كان ممكن يقولهم عددهم كام وخلاص، لكن قال قل ربي أعلم بعدتهم، يعني كأن ربنا بيقولنا: مش مهم نعرف، المهم نفهم، نفهم الدرس".

وتابع: "القرآن علمنا إننا ما نضيعش وقتنا في تفاهات، ولا نتخانق على تفاصيل ما تفرقش، ودي مش دعوة للجهل، دي دعوة للتركيز على العلم اللي ينفع، والبعد عن الجدل اللي لا يغني ولا يسمن من جوع".