رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

مراجعات

 

 

منذ السابع من أكتوبر 2023، لم تتوقف «إسرائيل» عن ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، خلَّفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وعشرات آلاف المفقودين، ومئات الآلاف من النازحين!

المشاهد القادمة من غزة دامية ووحشية، لا يستوعبها عقل إنسان، إذ ترتكبها آلة القتل «الصهيونية» بدمٍ بارد، وبدعم أمريكي مطلق، لكن أكثر ما يُدمي القلب، فاجعة طبيبة الأطفال «آلاء النجار»، التي استقبلت أبناءها التسعة، شهداء في قسم الطوارئ ذاته، الذي تعمل فيه، بعدما استهدف قصف «إسرائيلي» منزل العائلة في خان يونس.

لم تكن «خنساء فلسطين» أخصائية الأطفال في مستشفى التحرير، داخل مجمع ناصر الطبي ـ وهي تغادر منزلها في وقتٍ مبكر برفقة زوجها، الطبيب حمدي النجار، الذي أوصلها إلى دوامها المعتاد في رعاية المرضى الصغار ـ تعلم أن ساعات العمل ستنقلب إلى مشهد مأساوي يفطر القلب، حين يصل أطفالها إلى المكان نفسه، لكنهم ملفوفون بأكفان بيضاء.

الطبيبة «آلاء»، التي قضت سنوات عمرها، تُخفف آلام الأطفال وتُهوّن على أمهاتهم، وجدت نفسها فجأة في موقف لا يحتمله بشر، حين وقفت أمام جثامين أطفالها التسعة، في المستشفى نفسه، الذي وَهَبَت له وقتها وحياتها ومهنتها، لتحاول أن تجد كلماتٍ تواسي بها نفسها، فلم تجد سوى القول: «كل أطفال غزة أطفالي.. لكن هؤلاء كانوا حياتي».

تلك الجريمة الوحشية تعبر بكل وضوح عن «سادية الاحتلال الصهيوني» ومستوى بشاعة روح الانتقام المتجذرة، التي تحرك رئيس حكومة «الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو»، ووحوشه البشرية، الذين يمارسون القتل الجماعي بدم بارد، وبلا أي وازع أخلاقي أو إنساني.

تلك المأساة الإنسانية التي لا يحتملها القلب أو العقل، تُجسد جانبًا من المعاناة التي يعيشها أهالي غزة، جراء حرب الإبادة الجماعية، كما تأتي ضمن سلسلة استهداف ممنهج للمدنيين ـ من دون استثناء ـ خصوصًا النساء الحوامل والأطفال الرُّضَّع.

لذلك، لا أعتقد أن إنسانًا تدب في أوصاله ذرة من نخوة أو شهامة أو إنسانية، استطاع أن يغمض له جفن أو يخلد إلى النوم بسكينة وطمأنينة، بعد أن رأى هذا المشهد الأليم، لهؤلاء الأطفال التسعة، الذين استشهدوا حرقًا على يد مَن لا يمتلكون أدنى مقومات الرجولة أو الإنسانية.

ما حدث ويحدث في غزة، يؤكد بكل أسف، أن ثروات العرب والمسلمين باتت «جِزية» تُدفع «طواعية عن يدٍ وهم صاغرون»، إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بلا حياءٍ أو خجلٍ، كـ«صفقات» و«هدايا»، ليرسلها بدوره إلى مَن يمنع الماء والدواء والطعام عن أهلنا في القطاع!

أخيرًا.. ما نشاهده في غزة الجريحة والمستباحة، لم ولن يدفع حكام العرب ـ خصوصًا أثرياء النفط ـ إلى التدخل، رغم ما يمتلكونه من أوراق ضغط يستطيعون بها إخضاع أنف «ترامب» لإجبار غلامه الصغير «السفاح نتنياهو» على وقف مذابح غزة. 

 

فصل الخطاب:

 

«إن أسوأ مكان في الدَّرْك الأسفل من النار تم تخصيصه للذين يقفون على الحياد في المعارك الأخلاقية الكبرى».

 

[email protected]