بدون رتوش
بدا الرئيس عبدالفتاح السيسى حريصًا على متابعة ما يجرى فى قطاع غزة من الجرائم التى ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين. جرائم حرب خرجت عن كل المعايير القانونية والأخلاقية والإنسانية. ولهذا ندد الرئيس السيسى بما يتعرض له الفلسطينيون على يد الكيان الصهيونى الغاصب من جرائم ممنهجة، والتى تجسدت مؤخرًا فى العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة فى قطاع غزة، وهى العملية التى أدت إلى سقوط مئات القتلى والمصابين. إن ما يجرى اليوم يثير الاشمئزاز؛ إذ كيف يمكن للمجتمع الدولى ألا يحرك ساكنًا، وأن يترك العنان لإسرائيل لكى تمضى فى ارتكاب عمليات قتل ممنهجة ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة؟!
آن الأوان للتحرك من أجل لجم إسرائيل، وأن تتحول الأقوال إلى أفعال. آن الأوان لكى تتحرك الولايات المتحدة الأمريكية وتمارس الضغط على إسرائيل لوقف ما ترتكبه من آثام وجرائم حرب ضد الفلسطينيين. ولا شك بأن الولايات المتحدة الأمريكية هى القادرة فقط على ممارسة الضغط على هذا الكيان الصهيونى الغاصب من أجل وقف هجماته ضد الشعب الفلسطينى الأعزل. ولقد رأينا كيف أن الغارات التى شرعتها إسرائيل مؤخرًا قد أدت إلى مقتل أكثر من 300 فلسطينى، ليرتفع إجمالى عدد القتلى منذ بداية الحرب فى السابع من أكتوبر حتى اليوم إلى أكثر من أربعة وخمسين ألف شخص.
وفضلًا عن الحرب التى تسلطها إسرائيل على قطاع غزة، هناك أيضًا ما فرضته إسرائيل من حصار ضارٍ على الفلسطينيين، والذى جرى بمقتضاه منع دخول الغذاء والمساعدات الإنسانية ليتضور الفلسطينيون جوعًا. ولهذا بادرت الأمم المتحدة وحذرت من أن المجاعة تلوح فى الأفق فى قطاع غزة بعد أن منعت إسرائيل تسليم المساعدات إلى القطاع لفترة زادت على ثمانين يومًا. وقد أدى الحصار الغذائى المتعمد إلى تفشى المجاعة فى جميع مناطق القطاع، وارتفاع أعداد الضحايا، معظمهم من الأطفال بسبب الجوع وسوء التغذية، وبسبب الأمراض المرتبطة بانعدام الغذاء ونقص الموارد الأساسية، واختفاء عشرات الأصناف من الطعام من الأسواق والمراكز الإغاثية.
إن ما يحدث على أرض الواقع اليوم يؤكد أن القضية الفلسطينية تشهد مخططات لتصفيتها وسط إصرار الاحتلال الصهيونى على أن يمضى قدمًا فى حربه المسعورة ضد الشعب الفلسطينى. ولهذا بادر أمين عام الأمم المتحدة فدعا مؤخرًا إلى وقف إطلاق النار فورًا فى غزة، وإطلاق سراح الرهائن، كما طالب القادة العرب خلال القمة العربية التى عُقدت فى بغداد مؤخرًا بإنهاء الحرب فى قطاع غزة. ورغم ذلك، تستمر إسرائيل فى غلوائها وفى الحرب الشعواء التى فرضتها على قطاع غزة. ومؤخرًا، عبّأ الكيان الصهيونى العالم بالحقد ضده وضد عملياته الإجرامية فى الأراضى الفلسطينية، وتجسد هذا الأربعاء الماضى فى واقعة إطلاق النار أمام المتحف اليهودى فى وسط واشنطن، وهى العملية التى أسفرت عن مقتل اثنين من موظفى السفارة الإسرائيلية فى واشنطن.