«معجم المفردات العادية» إصدار لـ أحمد شوقى على
صدر مؤخرًا عن دار العين للنشر بالقاهرة، الكتاب الأحدث للكاتب أحمد شوقى على، بعنوان «معجم المفردات العادية»، وهو كتابه الثالث بعد رواية وكتاب قصصى آخر.
يضم «معجم المفردات العادية» 16 قصة، يشتبك خلالها أحمد شوقى على مع المفردات العربية الدارجة ذات المعانى المتعددة، محاولًا تقديم نصوص موازية لدلالتها المهجورة (بعيدًا عن أى صبغة مدرسية قد تسم هذا الهدف من استعمال اللغة)، من خلال حوار فنى يعكس المفارقة بين استخدام معانى مفرداتها، والتعامل مع الوقائع الغرائبية للحياة. أى بين استغراب العادى من المعنى لندرة استعماله، واستئناس الغريب من الواقع لاعتياده.
ويعود أحمد شوقى على فى كتابه الجديد إلى تصنيف «كتاب قصصى» الذى اتبعه فى كتابه الأول «القطط أيضًا ترسم الصور»، وهو التصنيف الذى يقول إنه «التصنيف الذى أفضله فى كتابتى، وأندم أننى لم أقدم روايتى من خلاله، ليس لعدم قدرتى على صياغة نص روائى طويل أو قصير، وإنما لأننى كتبتُ «حكايات الحُسن والحُزن» وفقًا له، ولم أكن شجاعًا بما يكفى لإصدارها تحت هذا التصنيف، وقد مرت 10 سنوات عليها، وأظن أننى اكتسبت خلالها الجرأة الكافية للتعبير عن نصى دون قلق من اعتبارات السوق وما يقبل عليه القراء والناشرون».
وعلى الرغم من أن أحمد شوقى يكتب قصصًا، فإنه لا يرى فى الوقت نفسه أن كتابه الجديد يعبر عن هذا التصنيف. يقول: «فى الحقيقة، أعتز بفن القصة، ولا أجدها استراحة بين رواية أو تعبيرًا عن لحظة متشظية فى حياتى، أو غيره. ولست أكتب قصصًا متفرقة على مدار سنوات ثم أجمعها فى كتاب، أستثقل وزنه، فأقول إنه هكذا انتهى. بل أدخل إلى الكتاب تأسرنى فكرة محددة، ورغبة فى التعبير عن موقف من الحياة والفن. هذا لا تستطيع أن تعكسه قصة تتناول وجهًا واحدًا من وجوهه، بل عدة نصوص، وهو ما يضيف إلى المنتج النهائى سمات الكتاب الذى يتناول موضوعًا محددًا، ويختبر وجوهه كافة. أما الرواية، فترتبط بالآخرين، مصائر أخلقها وتقود نفسها بنفسها، ولا يمكننى تحديدها حسب رغبتى أو لصالح فكرة تسيطر عليَّ، وإلا فسدت».
ويضيف: «هناك من قرأ الكتاب الجديد، وهو كاتب له ثقله الكبير، وقال إنه ببعض التعديلات قد يصلح أن يكون رواية، لكننى رفضت فكرته لأنها تخرج بكتابى عن هدفه. هدفى فى التجريب، والتعبير بجراءة عن موقفى. أعرف كتّابًا كبارًا كتبوا قصة طويلة، وآخرين كتبوا سيرتهم الذاتية، أو نصوصًا متعددة على مدار عدة سنوات، وظنوا أن بينها مشتركًا يسمح بصدورها مجتمعة فى كتاب، ثم نُصحوا بأنها قد تصلح لتكون رواية، فأقروا الرأى ونشروها وفق تصنيف يلوى عنق النص، وعدوا ذلك تجريبًا. كيف يكون التجريب تجريبًا من دون نية واضحة تحكمه منذ البداية؟ هل يصح أن أدخل المطبخ لصناعة طبق مسقعة فتفسد الطبخة، أو يتغير أصلها لسهو، أو لاكتشافى أن الثلاجة خالية من الفلفل، فأخرج لأقول إننى ابتكرت أكلة جديدة».
وأحمد شوقى على كاتب وصحفى مصرى، متخصص فى الصحافة الثقافية منذ أكثر من 15 عامًا.
نُشرت مجموعته القصصية الأولى «القطط أيضًا ترسم الصور» عام 2010، تلتها روايته «حكايات الحُسن والحزن» (2015)، التى فازت بجائزة ساويرس لشباب الأدباء عام 2018.
أسهم شوقى أيضًا فى تأسيس «صالون جوته» فى القاهرة و«مهرجان القاهرة الأدبى»، بالإضافة إلى مشاركته فى لجان تحكيم ثقافية لدعم حركة الترجمة والمواهب الأدبية الشابة.